الآثار السلبية التي تخلفها “الحرب” والأسباب المؤدية لنشوبها
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحرب أسباب الحرب آثار الحرب السلبية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
الحَرْبُ نزاعٌ مُسّلّحٌ ، أو صراعٌ ينشأ بين دولتين أو أكثر يسعى فيه كل من الطرفين المتنازعين إلى تدمير قوة الطرف الآخر أو التغلب عليه، لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غيرها.
والحُروب أنواعٌ كثيرة، فإذا كان عدد الدول المشتركة في الحرب كبيراً عرفت باسم «الحرب العالمية».
وإذا عم التدمير مثل هذا النوع من الحروب، فشمل المدن وسكانها المدنيين، عرفت باسم «الحرب الشاملة» أو «الحرب الكلّية». ولكن إذا اقتصرَ القتال فيها بين فئتين أو طائفتين ينتميان إلى دولة واحدة سميت «حرباً أهلية».
وللحروب أسباب عديدة: فقد تُشَنُّ كوسيلة لحماية المصالح أو لتوسيع النفوذ على حساب دولة أو دول أخرى.
وقد تقوم الحرب لتحقيق مطالبَ معيّنة توجد حولها خلافات بين أفراد أو مجموعات من الناس، أو بين دولة وأخرى.
وقد تُعلن دولة الحربَ لنيلِ استقلالِها من دولة تستعمرها، أو لفرضِ عقيدتِها الدينية أو مذهبها السياسيّ بقوة السلاح.
وقد يكون سبب قيام الحرب للحصول على الطعام او للاستيلاء على مراعي جيدة. وهذا النوع من الحروب كان يشكِّل ظاهرة ملحوظة في العصور القديمة والوسطى.
فعندما أصاب الجفاف مراعي آسيا الوسطى شنت القبائلُ الجائعة حروباً على جيرانها للحصول على أرض خصبة تعيش عليها .
والحروب سبب أساسي لهدر ثروات الشعوب، وإزهاق أرواح الكثير من الناس ربما بدون سبب معقول.
وتصبحُ الحربُ وفْقَ هذا المفهوم كارثةً لأنها تكون عقبة في طريق تقدم البشرية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وتظل الحرب بشكل عام ظاهرةً تدميرية للمجتمعات البشرية، وبخاصة في عصرِنا الحالي الذي تطال فيه ويلاتُ الحروب العسكريين والمدنيين بدون استثناء.
فميادين القتال أصبحت تشمل كافة أشكال الحياة، وخاصة إذا استخدمت فيها الأسلحةُ الذرية أو الكيميائية أو البيولوجية وغيرُها من الأسلحة الفتّاكة التي تُعرفُ عادةً باسم «أسلحةِ الدمارِ الشامل».
هذا من جانب ومن جانب آخر تدمر هذه الحروب معنويات الشعوب، وتنشر فيها البطالة فيزداد معدل الاجرام، وتنحطّ الأخلاق وتضعف القيم في المجتمع ويستهان بها.
ولكن على الرغم من ويلات الحروب ونتائجها المدمرة، قد تصبح أحيانا ضرورة لا بد منها لشعب من الشعوب يسعى لتحرير وطنه من براثن دولة أخرى بسطت سيطرتها عليه بقوة السّلاح طمعاً في ثرواته.
وقد تبرز في حرب كهذه مكاسب إيجابية، فقد يسود التضامنُ والانتماء الاجتماعي بين أفراد هذا الشعب الذي يُدافعُ عن حريته واسترداد كرامته وتحرير وطنه.
والحرب ظاهرة إنسانية موجودة منذ فجر التاريخ فلمْ يخلُ عصر من عصور التاريخ إلا وشهد حروباً راح ضحيتَها عشراتُ الآلاف من الناس.
وعلى الرغم من أن جميع شعوب الأرض، بدون استثناء تكره الحروب ولا تُحبذّ قيامَها، لم نرَ عصرا خلا منها ، فهي دائما مشتعلة في مكان ما بين الدول.
وفي العصر الحديث لا توجد دولة أو مجموعة من الدول تختار الحرب طواعية كوسيلة لتحقيق مصالح أو مطالب معينة إذا كانت تستطيع أن تحقق ما تريده سلماً بدون حرب. وذلك لأن مفهوم الحرب اختلف تماماً عما كان سائداً في العصور القديمة.
فلم تعُدْ الحربُ مجرد نزاع تُستخدم فيه القوة لبسط النفوذ واحتلال الأرض والسيطرة على مقدرات الشعوب وحكمها بشكلٍ مباشر، كما كانت عليه الحال في السابق.
فقد تعددت أهداف ووسائل الحروب في الوقت الحاضر الذي أخذت فيه الحروب مُسمّياتٍ تختلفُ عما كانت عليه، فالآن هناك الحرب المدنية والاقتصادية والكيميائية والبيولوجية والحرب ضد المرض، وضد الجهل، والحرب الأيديولوجية ( وهي حرب تدور لنشر مفاهيم ومعتقدات سياسية أو دينية معينة).
كذلك ساد مفهوم الحرب الباردة فترةً دامت أكثر من 50 عاماً ، وهي حرب قامت بين القوتين الكبيرتين آنذاك، وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقاً.
وعندما ازدادت الشعوبُ وعياً لما تُسَبّبهُ الحروب من مآسي وكوارث مدمرة على جميع المستويات بذلك جهوداً كبيرة للقضاء على الحروب او الحدّ منها على الأقل، فعُقِدت المؤتمرات لنزع السلاح، وأنشئت عُصبةُ الأمم، وبعدها هيئة الأمم المتحدة .
كذلك قامت المحاكمُ الدولية، مثل محكمة العدل في لاهاي. فكان لهذه الجهود أثر في تخفيف التوتر والوصول إلى تسوية المشاكل بالوسائل السلمية بدلاً من حِّلها في ساحات القتال وإتاحة الفرصة للمجتمع الدولي للتدخل لوقف الحروب والمنازعات بين الدول مهما كانت أسبابُها ومُبرراتها.
حيث إن اشتعال الحروب بين الدول قد يكون فيه نهاية لكافة أشكال الحياة على وجه الأرض، وذلك لامتلاك كثير من الدول أنواعاً مختلفة من الأسلحة الفتاكة كالأسلحة الذريّة والبيولوجية والكيميائية التي تستطيع أن تقضي على كافة أشكال الحياة على سطح الكرة الأرضية وتفني بالتالي الجنسَ البشري تماما .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]