الأحداث الحاصلة بعد صدور نتائج ندوة أواكساكا
2014 البذور والعلم والصراع
أبي ج . كينشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
بنقل الصراع حول الذرة المهندسة وراثياً خارجياً إلى لجنة التعاون البيئي، نقل منتجو الذرة المكسيكية صراعهم وجهاً لوجه مع الخبراء الذين كانوا متأهبين لتقديم المشورة لصناع القرار، وهكذا فقد وضعوا أنفسهم في مكانة العلم ونقاش السياسات المتعلقة بتدفّق الجينات المحوّرة.
إلا أن الخبراء المشاركين في كتابة تقرير لجنة التعاون البيئي حول الذرة المهندسة وراثياً لم يكونوا جزءاً من شبكة المدّعين عبر الحدود الوطنية نتيجة هذا التفاعل فحسب، بل هم أيضاً لم يبقوا بمنأى عن الاهتمامات المختلفة التي عبّر عنها [المناهضون] من سكان الريف والمنظمات غير الحكومية المحلية.
ففي واقع الأمر لم يستمع الفريق الاستشاري لادعاءات النشطاء فحسب، بل أيضاً تغيرت طبيعة مزاعمهم. ففي تلك الندوة أُعيد تأطير مسألة الذرة المهندسة وراثياً لخبراء لجنة التعاون البيئي، وما عولج في البداية على أساس مسألة يحدّد فيها السبب والمؤثرات فقط (وهو ما أصبح محاولة للوصول إلى توافق بالآراء حول مؤثرات إدخال الذرة المهندسة وراثياً إلى النظم البيئية المحلية والنظم الزراعية) أصبح قضية قيم ومبادئ.
أحد العلميين الذي تحدث قائلاً كان يشعر كأنه عالم أمبريالي، أفاد في الندوة بصراحة أنه، "قد حصل ذلك" إذ أدركت أن قضية الذرة المهندسة وراثياً "ليست بقضية علمية بقدر ما هي قضية اجتماعية".
فبحسب فهمه، فإن المعارضين للذرة المهندسة وراثياً قد استندوا إلى الإحساس بعدم وجود أي خيارٍ آخر لهم بخصوص هذه القضية، لكن هذا الأمر [يبدو] أنه قد تم فرضه على الريف المكسيكي من دون التشاور معه.
فعلى الرغم من أن هذا العلمي قد أكّد أن الاحتجاجات لم تؤثر في التقييم العلمي الخاص بالنواحي الحيوية للذرة المكسيكية المهندسة وراثياً، إلا أنه دافع بقوة عن نتائج [تقرير اللجنة] الرسمي والتي من بينها "القضايا الاجتماعية".
في حين أن مشاركاً آخر سرّني بأمرٍ بشكل خاص، هو أنه تأثر بشهادات الذين حضروا ندوة لجنة التعاون البيئي من السكان الأصليين وردّة فعلهم، وأنه يعتقد أن بعض أعضاء الفريق الاستشارية قد تأثّروا بذلك أيضاً.
وعليه فإن تلك الملاحظات قد تشير إلى أن المحتجين تمكّنوا من تعطيل توقّعات المشاركين في ندوة لجنة التعاون البيئي، إذ قاد ذلك بعض الخبراء على الأقل لتغيير أطر تلك القضية عندهم لتكون موائمة بشكل وثيق مع وجهة نظر النشطاء.
إن مطالب النشطاء من السكان الأصليين واللجنة الاستشارية الشعبية المشتركة قد ضربا على وتر حسّاس (Struck a Chord). إذ بعد اللقاء الذي عُقد في أواكساكا، حررت اللجنة الاستشارية الشعبية المشتركة رسالة لوزراء زراعة دول اتفاقية شمال أميركا للتجارة الحرة الثلاث، ذكرت فيها "أن ما تعلمناه من ندوة أواكساكا هو أنه لا يمكن فصل التنوع البيولوجي عن حماية التنوع الثقافي.إذ دعا النقاش فيها إلى فهم واحترام للإنسان وللإطار الاجتماعي بصيغة أفضل".
فقد مضت اللجنة في ملاحظاتها بـ "تأكيد استنتاج (المنهج العلمي) و(العلم أساس)، الذي تستطيع من خلاله استبعاد السكان الأصليين". ووصفت الرسالة أيضاً الصعوبات التي واجهها معدّوا الأوراق الأساسيين في لجنة التعاون البيئي في "ردّهم على العديد من متحدّثي السكان الأصليين، الذين حاولوا توضيح علاقتهم المقدسة مع الذرة، وأنها بالنسبة لهم مركز الحياة، وشقيقتهم في [الوجود]، وجزء من كرامتهم وهويتهم".
وخلُصت اللجنة الاستشارية الشعبية المشتركة في النهاية إلى أن لجنة التعاون البيئي تفتقر إلى التوازن في تركيبة الفريق الاستشاري، ونتيجة لذلك فإنها لربما ستعزّز الموقف الذي يتعارض بصورة مباشرة مع وجهات نظر الشعوب الأصلية في المنطقة" (Joint Public Advisory Committee 2004).
لقد أشادت ورحبت بهذه الرسالة المستشارة القانونية في منظمة السلام الأخضر المكسيكية، ماريا كولن (Maria Colin)، حيث نُقل عنها في تصريح صحفي قولها "إذا كانت لجنة التعاون البيئي تسترشد بالدراسات العلمية فحسب، من دون الأخذ بعين الاعتبار لوجهات نظر المواطنين، فإن هناك فرصة تاريخية سيتم فقدانها، وهو ما سيؤثّر في مصداقيتها"(Greenpeace México, Grupo de Estudios Ambientales, and UNORCA 2004; My Translation).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]