التاريخ

الأسباب التي جعلت التاريخ يعظم الفيلسوف “أرسطو”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

التاريخ الفيلسوف أرسطو المخطوطات والكتب النادرة

لا مراء في أن أرسطو، رغم سطقاته، يعتبر أعظم فيلسوف وعالم في كل العصور القديمة. وذلك لجملة أسباب:

فهو الذي كتب في كل شيء: في الفلك والجغرافيا والطبيعة والجيولوجيا وعلم الحياة بكل فروعه، مثل علم الأجنة وعلم التشريح المقارن وعلم وظائف الأعضاء.

كما كتب في اللَّاهوت والاقتصاد والسياسة والخطابة والدساتير، فضلاً عن المنطق الذي أسَّسه، والفلسفة التي أثراها بفروعها المختلفة مثل علم النفس والأخلاق وعلم الجمال.

• وهو الذي جعل كل شيء وكل فكرة وكل عقيدة يمكن إخضاعها للعقل الإنساني.

وهو الذي أكد أن الكون لا يخضع للصدفة؛ وإنما لناموسٍ حاكمٍ وقوانين ضابطة تعلو على رغبات الإنسان.

وإذا كان على التاريخ أن يقول كلمته، فإن أرسطو كان – بحق وباختصار- معلماً أولاً للإنسانية.

 

وهو وإن كانت له زلَّاته فلا أثر لها إذا ما قورنت بالتراث الفكري الضخم الذي خلَّفه للأجيال من بعده زاداً ونبراساً، بالأول تقتات وبالثاني تهتدي.

ولعل الأثر الأخطر لأرسطو يكمن فيما تركته فلسفته في الحضارتين الغربية والشرقية من بصمات غائرة لم يستطع عقلٌ أن يفلت – إلا من عصم الله – من أن تنطبع فيه.

وقد تُرجمت مؤلَّفاته إلى كل اللغات، فقد قام بذلك الفيلسوف المسلم ابن رشد، وكذلك فعل الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.

وكانت هذه المؤلَّفات عقبة أحيانا ضد إعمال العقل، على الرغم من أن أرسطو نفسه كان يدعو بمنطقه الخاص إلى ضرورة إعمال العقل!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى