الأسس الذي اعتمدها المصريون قديماً في وضع التقاويم

2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ علم الفلك

بينما كان العلماء يحفرون كهفا في سويزلاند عام ١٩٧٠ وجدوا قطعة عظم رجل لبابون (نوع من القردة), يعرف الآن بعظم لبومبو، وعليه ٢٩ خدشا.

عاش الشخص الذي أحدث الخدوش منذ حوالي ٣٥,٠٠٠ سنة، ويحتمل أن هذه الخدوش تمثل سجلاً لمرور الزمن.

إذا كان الأمر كذلك فإن قطعة العظم المكتشفة تعتبر «عصا تقويم» تشبه التي استمر الأمريكيون الاصليون في صنعها حتى وقت قصير.

لا يمثل عظم لبومبو مثالاً وحيداً لتقويم أولي في إفريقيا؛ فعلى سواحل بحيرة إدوارد في جمهورية الكونغو الديمقراطية عاش في وقت ما تجمع سكاني صغير يعتمد على الزراعة وصيد الأسماك.

وقد اندثر هذا التجمع خلال فورة بركانية، لكنه خلف قطعة اكتشفت عام ١٩٦٠. هذه القطعة، التي سميت بعظم أشانغو نسبة الى شعب المنطقة، أحدثت به خدوش لحساب الأيام خلال الدورات القمرية، من مطلع قمر إلى مطلع قمر آخر على مدى ستة شهور، ويعتقد أن تاريخ قطعة العظم يعود إلى ما قبل ٢٥,٠٠٠ سنة.

هناك أسباب وجيهة للتنبؤ بأطوار القمر – مثلاً تمكين الصيادين من تتبع الطرائد الليلية عندما يكون القمر بدرا، كما أن المحاربين يمكنهم الاقتراب من أعدائهم في ليالي المحاق الحالكة – أطوار القمر سهلة الملاحظة. علاوة على ذلك احتاج الإنسان دوماً إلى إيجاد وسيلة لحساب مرور الزمن (السنين).

كانت جميع التقاويم القديمة تقاويم قمرية. ويعتبر المصريون أول من وضع تقويماً كاملاً، يمتد حسابه على مدى سنة كاملة، وذلك حوالي عام 4236 ق.م.كان التقويم المصري تقويماً قمرياً ولذلك فشل في التنبؤ بموعد أهم حدث سنوي عندهم – الفيضان السنوي لنهر النيل وهو ظاهرة متعلقة بالفصول. وقد لاحظ الكهنة المصريون أن ظهور نجم الشعرى اليمانية يسبق فيضان النيل ببضعة أيام.

ولذلك صمموا تقويماً شمسياً لكن بشهور قمرية. وقسموا فصول السنة إلى ثلاثة أجزاء مدة كلٍ منها أربعة أشهر ذات 30 يوماً لكل شهر، وأضافوا خمسة أيام في نهاية السنة لتكتمل أيام السنة الــ 360.

كما استخدم المصريون فتراتٍ زمنية أطول من السنة هي سنوات حكم ملك ما، فأخذوا بعد تأريخ السنين «بالنسبة إلى السنة التي حكم فيها الملك كذا والملك الآخر كذا».

يضاف إلى ذلك أن المصريين هم أول من قسم اليوم إلى 24 وحدة، ولكن وحدات اليوم لديهم لم تكن متساوية، فاليوم مقسم إلى 12 وحدة نهاراً و 12 وحدة ليلاً مع تغيير في طول هذه الوحدات بحسب الفصول.