الأنماط الجديدة التي توّفرها “تقانة المعلومات” في التكامل
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
تقانة المعلومات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
لقد أثرت هذه التطورات في جميع القطاعات الاقتصادية الحالية. وأدت تقانة المعلومات إلى إعادة تحديد إمكانية استغلالها وإلى وفورات الإنتاج الكبير ومجالاتها، ووفرت ميزة مرونتها الفائقة لجميع مراحل النشاط الاقتصادي، بدءا بالإنتاج إلى استخدام العمالة والمعدات إضافة الى إدارة المخزون وتطبيق استراتيجيات التجارة.
وبسبب هذه المرونة اتسعت تقانة المعلومات لتشمل أدق مجالات المنتجات، كما تمكنت من استدراك عيوب الإنتاج بالجملة، الأمر الذي جعلها قادرة على الاستجابة لمتطلبات السوق بمختلف أقسامه.
فيمكن لشركة أعمال زراعية مثلا عرض 20 نوعا من المنتج نفسه في بلد واحد وذلك تلبية لاحتياجات محددة في ميادين مختلفة. وفي مجال الخدمات يمكن أن تنشأ علاقات خاصة بين مزودي الخدمات وبعض الزبائن قد تؤدي الى تطبيقات توفر منتجات حسب الطلب.
ولا شك في أنه سيصبح بإمكان الزبائن قريباً القيام بقراءة إلكترونية "للقوائم" التي يعرضها مزودو الخدمات (بنوك، شركات تأمين …. الخ) موفرة تشكيلة تلبي رغبات هؤلاء الزبائن وتمكنهم من اختيار ما يريدون من بين عدة عروض مطروحة.
كما ستؤدي سرعة التطورات التقانية في تقانة المعلومات إلى تسريع التوجه، الذي يشاهد حاليا، نحو ترابط أكثر في العلاقات الدولية التي لا تعني فقط بالتبادل الاقتصادي والمالي بل أيضا بالجوانب السياسية والثقافية.
لقد أصبحت الاقتصادات الوطنية أكثر حساسية لنتائج القرارات السياسية التي تؤخذ على المستوى الدولي، فثمة أثر متزايد للإجراءات الاقتصادية الوطنية على السياسات الاقتصادية في دول أخرى.
وتتوسع الأسواق العالمية للمنتجات المتشابهة باستمرار وبانفتاح، وأصبحت طرق المعيشة موحدة دون اعتبار للحدود الوطنية. ولا شك في أن هذه التوقعات تثير مخاوف الدول النامية.
فهل ستتاح لهذه الدول فرصة حقيقية للحصول على التقانات الحديثة والاستفادة من المعلومات التي توفرها؟ هل ستواجه هذه الدول عقبات فنية ومالية؟ وماذا ستكون النتائج الثقافية لعولمة الشبكات وأساليب التعامل مع المعلومات ومع نظم الصناعة والتجارة؟ وما مدى تأثير العولمة في النظم الاقتصادية الأقل نشاطا والتي هي في بداية انطلاقها؟
لهذا، لا يشك في أنه سيعاد توزيع أوراق اللعبة الاقتصادية على المستوى العالمي. وسيُمَكّن التقدم في الاتصالات وفي الحوسبة شركات كبرى من استخدام أنظمة الإدارة ومعالجة البيانات في إرسال معلومات اقتصادية وتقنية إلى عدة مراكز لمعالجة البيانات في مواقع جغرافية مختلفة.
ويمكن الإشراف على مصانع متفرقة في منطقة شاسعة وإدارتها مباشرة عن طريق هيئة إدارية مركزية تربطها بها شبكات إخبارية. وهذه التطورات تؤثر في التوزيع العالمي للعمالة والإنتاج والتجارة، محدثة تغييرات في أشكال الملكية والرقابة الصناعية، وستؤدي بذلك إلى إضعاف مراكز المنافسة لدى بعض الدول وتسمح ببروز شَرَاكات تجارية جديدة.
ولهذا فإن اعتماد أساليب تسيير حديثة تستخدم طرق "الزمن الفعلي"، بحيث تكون لها القدرة على التجاوب مع أحداث غير متوقعة، يمكن أن يؤدي الى تحسين القدرة التنافسية إضافة الى حدوث سلسلة من التفاعلات الخطرة، كما حدث في عدة مناسبات في الأسواق المالية المتداخلة على المستوى العالمي.
وتكمن الأهمية الاقتصادية والاجتماعية الفعلية لتقانة المعلومات في أنها تسمح بتكامل عدة وظائف. فبدلا من أن يكون هناك تطور تقاني متدرج يجعل سيرورات الإنتاج التقليدية أكثر فعالية (بالاستعاضة عن التقانات القائمة بتقانات جديدة وعقلنة الأعمال الروتينية)، فإن تقانة المعلومات تسمح بتحقيق عدة سبل جديدة للعمل عن طريق تكامل نظم مختلفة.
ولم نعد، كما كانت الحال من قبل، نطبق فقط عناصر من التقانة الجديدة على جميع المراحل الخاصة من عملية الإنتاج كما يحصل في عمليات التصميم أو الإنتاج أو التسويق أو التوزيع، فقد أصبح بالإمكان، بفضل تقانة المعلومات، ربط التصميم بالإنتاج (مثلا، ربط كودات التصميم بعمليات التصنيع وبأدوات الضبط والاختبار) والتخطيط.
أو ربط عملية التصميم بعمليات التسويق والتوزيع (مثلاً باستخدام مثلا آلات حسابية وقواعد بيانات تسمح بالتنبؤ بتغيرات السوق واتجاهاته وبتصنيفها) أو ربط الإنتاج بالتوزيع (وذلك، مثلا، بإدخال العمل المؤتمت بحيث يكون إنتاج الوحدات وفقاً لطلبات الزبائن وبمشاركة المزودين) وهكذا دواليك.
ويمثل التكامل التام لهذه النظم الفرعية مع ضمان تنسيق عملها بعضها مع بعض، أداة استراتيجية بالنسبة للصناعة، حيث يوفر حلقات اتصال مؤتمتة بين المكونات المادية للحواسيب المعزولة حتى الآن والتي كانت تستخدم لعمليات منفصلة (Pereira, 1994).
ولكن اعتماد التقانات المتقدمة يتطلب تغييرات عميقة في تنظيم وأساليب العمل لدى كل من الشركات التجارية والإدارة العمومية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]