الإنفجار العظيم The Big Bang
2008 كتاب المعرفة – الكون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
علوم الأرض والجيولوجيا علم الفلك
يتألف الكون من كل شيء نحن نعرفه- من جميع الفضاء والزمان، وهو فارغ تقريباً بأكمله، باستثناء عناقيد صغيرة من المادة والطاقة. ويبلغ عمر الكون نحو 15 بليون سنة، إلا أن التقديرات تتفاوت. وتشرح نظرية الإنفجار العظيم كيف يعتقد العلماء ما كان الكون عليه منذ 15 بليون سنة.
الكون بعد الإنفجار العظيم. برغم أن الإنفجار العظيم حدث في غضون جزء من الثانية، إلا أنه كان هائلاً جداً بحيث أطلق طاقة ومادة تتطاير بسرعة هائلة في جميع الإتجاهات. ولم يستطع أحد حتى الآن تفسير ماذا كان هناك-هذا إن كان هناك شيء – قبل الإنفجار العظيم.
في البداية كانت هناك كرة ملتهبة أصغر من الذرة، وتمددت هذه الكرة لتصبح في حجم كرة القدم، ثم بردت إلى 10 بليون بليون درجة مئوية.
وبعد جزء من الثانية وسَّعت قوة عظيمة هذا الكون الصغير إلى ألف بليون بليون بليون مرة. ويسمي العلماء هذا بالتمدد.
وعندما تمدد الكون، فقد غمرته طاقة ومادة، وانقسمت القوة العظيمة إلى قوى أخرى كالكهرباء والجاذبية.
وفي البداية لم يكن هناك ذرات، بل جزيئات صغيرة، مثل الكوارك، في حساء ثخين أشد كثافة من الماء ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون مرة.
وكان هناك أيضاً مضاد المادة، وهي صورة معاكسة للمادة، وبما أن مضاد المادة والمادة تدمران بعضهما البعض عند التقائهما، فقد تواجهتا وربحت المادة المعركة، غير أن الكون ترك فارغاً تقريباً.
وبعد ثلاث دقائق، اندمجت الجسيمات الصغيرة (الكوارك) لتشكل ذرات متناهية الصغر-أي غاز الهيدروجين. واندمجت ذرات غاز الهيدروجين لتشكل ذرات غاز الهيليوم.
وبعد مليون سنة، بدأت الغازات بالتخثر لتشكل خيوطاً مجدولة يتخللها ثقوب سوداء.
وبعد 300 مليون سنة، تحولت الخيوط المجدولة إلى غيوم، وثم تكتلت الغيوم لتشكل نجوماً ومجرات.
ما زال الوميض الذي خلفه الإنفجار العظيم يظهر كإشعاع موجات الخلفية الدقيقة تأتي من أرجاء الفضاء.
قد لا يكون للكون مركزاً أو حافة، إذ حسب نظرية النسبية لإينشتاين فإن الجاذبية طوت جميع الزمان والمكان في منحنى لامتناهي.
إن أبعد المجرات التي اكتشفت حتى الآن تبعد نحو 13 بليون سنة ضوئية.