البيئة

التأثير الإيجابي للإنسان على البيئة الحيوية في دولة الكويت

1996 العوامل البشرية

مهدي حسن العجمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التأثير الإيجابي للإنسان على البيئة الحيوية البيئة الحيوية دولة الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

1- استصلاح الأراضي في بعض المناطق، وحفر الآبار لريها

نظراً للعديد من العقبات التي تواجه الإنتاج الزراعي في دول كثيرة من العالم وبخاصة منها النامية، فإن القدرة الإنتاجية الغذائية لهذه الدول، تتراجع، وتوقعها بالتالي في عجز واضح يدفع بها لاستيراد حاجاتها من الدول الأخرى .

ولعل من أبرز هذه العقبات مشكلة التصحر التي عرض لها الباحث فيما سبق، والتي نشأت أصلاً من ممارسات خاطئة استنزفت المقومات الأساسية للبيئة الطبيعية.

لكن عديداً من الدول تنبهت في السنوات الأخيرة إلى أبعاد هذه المشكلة وما جرته من أخطار على اقتصادها.

 

بل على مقومات حياتها بوجه عام، فأخذت تعد الخطط والدراسات للحد من هذه الأخطار، وكان استصلاح الأراضي في بعض المناطق واحداً من الإجراءات التي تضمنتها هذه الخطط، فالكويت بدأت بالفعل في تنفيذ برامج الإصلاح الزراعي وفق خطوات متتالية أهمها:

أ- إجراء عمليات مسح شاملة للتعرف على أنواع التربة وتصنيفاتها ومدى صلاحيتها للإنتاج الزراعي.

 

ب- إجراء مسح ميداني للموارد المائية، ودراسة كميات ونوعيات من المياه السطحية والجوفية في المناطق المختلفة، مع تحديد احتياطيات هذا المورد، والعمل على التوسع في الكشف عن المناطق التي يحتمل وجود مياه فيها صالحة للزراعة مع التركيز عن حسن استخدام واستغلال هذا المورد بشكل اقتصادي.

 

ج-التوسع في استخدام نظام الري بالتنقيط، والذي من شانه توفير كميات كبيرة من المياه قد تصل إلى 80%، واستخدام طرق ري أكثر كفاءة تساعد على انخفاض استهلاك المياه بالمقارنة مع الري السطحي.

 

د- محاولة إزالة بعض الملوحة في المياه الجوفية، وزيادة كفاءة الري والاهتمام بمشرورعات الصرف التي تخلص التربة بصفة مستمرة من المياه الزائدة، ويتبع ذلك ارتفاع مستوى المياه الباطنية، وبالتالي تقليل ظاهرة الخاصة الشعرية التي تعد مسؤوؤلة مباشرة عن تملح التربة.

 

2- مكافحة التصحر في الكويت

نتيجة للمخاطر الواضحة التي نجمت عن تدهور البيئة الحيوية في الكويت وإشاعة التصحر فيها، كان لا بد من تحرك إيجابي واعٍ، لوقف هذا التدهور، ومنع انتشار التصحر ومكافحته.

ولقد بدأت الدولة ببذل العديد من الجهود لضبط المشكلة والتخفيف من آثارها، وقد تمثل ذلك في:

أ- إقامة بعض الأحزمة الخضراء (منذ عام 1962) في بعض المناطق، الهدف منها تثبيت الرمال ومنع زحفها، مستهدفة تقليل حدة زحف الرمال والغبار على مناطق العمران، معتمدة في ذلك على مياه المجاري المعالجة وغير المعالجة.

وكانت أبرز المناطق التي تحددت لتجريبها هي مخيمات الربيع شرق وشمال مدينة الجهراء، منطقة الخويسيات، مشروع الري الزراعي في الصليبية، مشروع تشجير الصباحية، مشروع تشجير العارضية، الدائري السابع، وتشجير الرقة.

 

وتبلغ مساحة هذه المشاريع حوالي 150 ألف دونم، 50% منها ضمن مشروع مخيمات الربيع، 40% ضمن مشروع الري الزراعي في الصليبية والشدادية.

كما تم تحريج منطقة أم الهيمان.وقد تم بالفعل تحريج مساحات كبيرة من هذه المشروعات بلغت بجملتها 118 ألف دونم. وهناك مشروعات تحريج مستقبلية على الخطة المعدة لهذا الغرض.

 

ب- بدأت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السكية منذ عام 1979 تتبنى خطة لإقامة مجموعة من المسيجات صورة (13) وفي ثماني مواقع مختارة من أرض المرعى في الروضتين، المطلاع، الدوحة، طريق المطار، ومحطة أبحاث المراعي بالصليبية العبدلي، المناقيش، والمقوع، الدوحة، كاظمة، جال الزور لأغراض الترويح والحماية الطبيعية لبعض الأحياء النباتية والحيوانية في هذه المنطقة، حسب توصيات المخطط الهيكلي المطور لدولة الكويت 1977. وتبلغ مساحة هذا المنتزه 25 ألف هيكتار.

 

ج- وبدأت الدولة من خلال معهد الكويت للأبحاث العلمية، وإدارة المراعي في الهيئة العامة لشؤون الزرراعة، نجهود علمية لإجراء مسح شامل لنباتات المراعي الطبيعية، وتحديد النباتات التي تدهورت أو معرضة لخطر الاستنزاف. 

وإجراء التجارب الحقلية، للوصول إلى أفضل الطرق لاستزراع هذه النباتات المحلية المتدهورة، وإضافة نباتات جيددة ذات قيمة رعوية عالية. وأوصى المعهد بضرورة استزراع الشجيرات الملحية التي يمكن أن تمد البلاد بمرعى جيد للحيوان.

ومن أهم شجيراته: الرغل وهي شجرة معمرة، ومقاومة للجفاف، فضلاً عن قيمتها الغذائية كعلف للحيوان، وهنالك شجرة السلم المقاومة للجفاف، والحرارة ذات القيمة العلفية للنيتروجين في التربة بعد تحويله بفعل البكتريا جذورها إلى نيتروجين قابل للذوبان في الماء.

 

وفي مجال مكافحة مظاهر التصحر في المناطق الزراعية لا بد من تأمين مصادر مائية قليلة الملوحة وذلك عن طريق:

1– رفع كفاءات محطات معالجة مياه المجاري الصحية، لإنتاج مياه قليلة الملوحة.

2- إجراء مسح هيدرولوجي شامل للكشف عن المخزون المائي الأرضي الفعلي في الطبقات التحتية المخلفة؛ لكي يكون ممكناً تحديد حجم المياه التي يمكن استغلالها دون استنزاف لهذه المياه ودون التأثير في درجة ملوحتها.

 

3- ضرورة القيام بتحلية المياه الجوفية بطريقة التناضح، وهي طريقة ناجحة اقتصادياً وبيئياً.

4- الاهتمام بالتسميد العضوي للمشروعات الزراعية، الذي يزيد القدرة البيولوجية للتربة الزراعية، ويقلل من احتمالات تصحرها.

 

5- كما يمكن الاستفادة من النفايات المنزلية في صناعة الأسمدة العضوية، لخدمة التنمية الزراعية ومكافحة التصحر في الأراضي الزراعية.

6- إقامة مصدات رياح رئيسة (خارجية) وفرعية (داخلية) قادرة على منع الزحف الرملي وخاصة في الأجزاء المواجهة للرياح.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى