التتبع الزمني لتطوير السيارات
2016 عصر الكهرباء
جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير
KFAS
اختراع السيارة نتاج جهد على مدى زمني طويل حفل بالتجربة والخطأ في طموح الإنسان لابتكار آلة تحمله على الطرقات.
استخدمت السيارات الأولى طاقة البخار، التي كانت قوة الدفع الوحيدة المتوفرة أيامها. ويعود شرف أسبقية المحاولات الناجحة إلى مهندس عسكري فرنسي.
شيد المهندس العسكري الفرنسي نيكــــولا – جـــــــوزف كـــوغـــــنـــــــو (١٧٢٥-١٨٠٤) عام ١٧٧٠ ثاني حاملات المدافع ثلاثية العجلات. كانت الحاملة تدار بطاقة البخار وتستخدم آلة بخارية ذات أسطوانتين مثبتتين على عجلتها الأمامية الوحيدة.
بلغت سرعة الحاملة ٣ أميال في الساعة (٥ كم في الساعة) وسجلت أول حادث تصادم للمركبات عند هدمها حائطاً. كما شيد المهندس الألماني تشارلز دياتز عام ١٨٣٥ آلة غير عادية ثلاثية العجلات أيضاً.
تميزت آلة دياتز باحتوائها زوجاً من الأسطونات المهتزة المتصلة بذراع تحرك سلسلة تدير بدورها العجلات الخلفية.
استمرت التجارب على العربات البخارية بهدف إنتاج تراكتور أو حافلة تتسع لعددٍ من الركاب بدلاً من وسائل النقل الفردية. ففي إنجلترا أجرى المهندس الإسكتلندي وليام ميردوك (١٧٥٤ – ١٨٣٩) تجاربه عام ١٧٨٤ على نموذج لعربة بخارية، أما المخترع الأمريكي أوليفر إيفانز (١٧٥٥ – ١٨١٩) فقد قام عام ١٧٨٩ بثبيت إحدى آلاته ذات الضغط العالي على عربة رباعية العجلات.
كما شيد المهندس ريتشارد ترفثك (١٧٧١ – ١٨٣٣) عام ١٨٠١ عربة شبيهة بعربة إيفانز في إنجلترا. تميزت عربة ترفثك باحتوائها أربع عجلات كبيرة وبإمكانية التحكم في دفتها وبلغت سرعتها ١٠ أميال في الساعة (١٦ كم في الساعة).
سير المبتكر الإنجليزي غولدزوورثي غورني (١٧٩٣ – ١٨٧٥) خط عربات بخارية منتظماً عام ١٨٢٩ بين لندن ومدينة باث، وبلغ متوسط سرعة عربته ١٥ ميلاً في الساعة (٢٤ كم في الساعة) .
في نيويورك شيد ريتشارد دودجيون عربة بخارية خفيفة في حوالي عام ١٨٦٥، كما عرض المهندس الفرنسي أميديه بولييه (١٨٤٤-١٩١٧) حافلة تسع إثنا عشر مقعداً أسماها المطيعة.
أما حافلته الأخرى، السيدة الصغيرة من ليمانز، من إنتاج عام ١٨٧٨ فقد استعانت بآلة بخارية مثبتة في المقدمة لتدير العجلات الخلفية، ويمكن أن تصل سرعتها إلى ٢٥ ميلاً في الساعة (٤٠ كم في الساعة). لكن، وعلى الرغم من تطور كفاءة العربات البخارية تدنى رواجها في وجه منافستها مع القطارات.
أتت الخطوة التالية في تطوير العربات على يد المهندسين الألمانيين كارل بنز (١٨٤٤ – ١٩٢٩) وغوتليب دايملر (١٨٣٤ – ١٩٠٠). أدرك المهندسان الإمكانيات الكامنة في آلة الغازولين كوسيلة لتوفير الطاقة للعربات.
ويعود تاريخ أول سيارة غازولين لبنز إلى عام ١٨٨٥ وكانت ثلاثية العجلات تستخدم آلة غازولين بقدرة حصان ميكانيكي واحد وتبلغ سرعة قصوى تقارب ٨ أميال في الساعة (١٣ كم في الساعة).
شيد دايملر عربته الأولى بعد عام من ذلك وثبت آلة الغازولين على عربة رباعية العجلات أثقل من عربة بنز. ركز دايملر جهوده في البداية على تصنيع المحركات لصانعي سيارات آخرين إلى أن توصل عام ١٨٨٩ إلى إنتاج محرك قوي يمكن الإعتماد عليه بقدرة ٣.٥ حصاناً ميكانيكياً.
بحلول عام ١٨٩١ نافس المهندسان الفرنسيان رينييه بانهار (١٨٤١ – ١٩٠٨) وإميل ليفازو (توفي عام ١٨٩٧) دايملر بإنتاجهما عربات على هياكل معدنية. ضمت عربات نظام بانهار، كما سميت، آلة من محركات دايملر مثبتة في المقدمة وتدير العجلات الخلفية.
كما احتوت على دفة مزدوجة الارتكاز (أكرمان) وصندوق ناقل الحركة وجهاز تعشيق التروس يعمل بالإحتكاك. من جانبه أنتج بنز بداية من عام ١٨٩٣ عربات رباعية العجلات أكثر توازناً مستخدماً محركات بقدرة ٣ أحصنة ميكانيكية.
كما شهدت السنة نفسها إنتاج أول عربة ذات محرك غازولين في الولايات المتحدة على يد المبتكر تشارلز ديورا (١٨٦١ – ١٩٣٨) وأخيه فرانك ديورا (١٨٦٩-١٩٦٧).
سُوقت أول سيارة في الولايات المتحدة عام ١٨٩٦. وبعد عام برزت عودة قصيرة إلى محركات آلات البخار عند تدشين الآخوين فرانسس ستانلي (١٨٤٩-١٩١٨) وفريلان ستانلي (١٨٤٩ – ١٩٤٠) من ماساتشوستس مركبة ستانلي البخارية.
بحلول القرن العشرين أحدث الصناعي الأمريكي هنري فورد (1863-1947) ثورة في صناعة السيارات باستحداثه تقانة خط الإنتاج.
يتمثل أسلوب خط الإنتاج بتحريك هيكل قاعدة المنتج (السيارة في هذه الحالة) ببطء على مسار خط التجميع ويقوم العمال في كل محطة بتثبيت المحرك وناقل الحركة والعجلات وأخيراً جسم السيارة نفسها.
أنتج طراز T، أو كما سُمي شعبيا «تن لزي»، على خط الإنتاج الجديد عام 1908. وبإنتاج طراز T تصدرت جملة فورد الواجهة «يمكنك اختيار اللون الذي تشاؤه طالما كان أسود»، وبذا ولد عصر السيارات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]