الفنون والآداب

التعبير الشفهي: تعريفه، مهاراته، مجالاته ومشاكله

1995 تنمية مهارات التعبير الإبداعي

الدكتور عبدالله عبدالرحمن الكندري

KFAS

التعبير الشفهي الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

ينقسم التعبير من حيث الأداء إلى قسمين : التعبير الشفهي ، والتعبير التحريري ، وينقسم من حيث الهدف إلى قسمين : التعبير الوظيفي ، والتعبير الإبداعي .

1– التعبير من حيث الأداء :

أ- التعبير الشفهي :  وهو التعبير اللساني ، حيث يعد اللسان الطريق الطبيعي الذي يترجم به المتحدث أحاسيسه ومشاعره ، ويعبر عما تحمله نفسه من ألم أو سرور ، أو إعجاب وتقدير ، وبه ينقل أفكاره إلى الآخرين.

وأهمية التعبير الشفهي جلية واضحة، فالإنسان بدأ حياته متحدثا ، حيث خلقه الله ناطقا قبل أن يتعلم الكتابة ، كما أن الإنسان يستخدم لسانه في الحياة أكثر من قلمه.

ومن المتفق عليه أن الإنسان ، منذ القدم قد استفاد من ملكة التكلم ، لأنه أخذ بطريقة مقصودة ينقل من فرد إلى فرد ، ومن جيل إلى جيل ، ومن جماعة إلى جماعة ، ينقل إليهم ما اكتسبه من التجارب العملية، وما أدركه من اسرار الطبيعة.

 

وما وضعه من القواعد والشعائر والمحرمات ، وبذلك استطاع الإنسان الذي وضع ذاكرته في خدمة المجتمع أن يحافظ على بقاء الجنس البشري عن طريق تنمية المواهب والملكات التي انفرد بها دون غيره من الحيوانات.

وهو الوسيلة التي عليها سير الحياة الاجتماعية ، فبه يتم الاتصال بالآخرين ، وتنظيم الشؤون ، وتحقيق التفاهم ، والارتفاع بالمستوى الثقافي، كما أنه يترك الحرية للإنسان ، ليعبر عن أفكاره بما يختاره من مفدرات وجمل وتراكيب معينة ، تناسب هذه الأفكار .

 

وهو يسبق التعبير التحريري ، فيكون بمثابة الأساس له ، فإذا كان قويا قوي معه التعبير التحريري ، وإذا كان ضعيفا فلا مجال هناك للنهوض بالتعبير الكتابي ، لذلك يبدأ المعلمون به دائما ، ويتخذونه وسيلة للتعبير الكتابي .

وتتنافس الدول الآن في إعلان الديمقراطية التي تكفل حرية الكلمة والتعبيرعن الرأي لكل مواطن ، وهذا ، إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الكلمة المنطوقة ، وليس في عالمنا الحالي فحسب.

بل لقد ابرز الكتاب منذ القدم ما للكلمة المنطوقة من قوة ، وكيف كان الحكم الدكتاتوري يقيم احترامه وإجلاله معتمدا على كبت هذه القوة وقمعها ، ذلك أنه عن طريق الكلام يتصل الفرد بغيره من بنى جنسه ، وينقل إليه انفعالاته ومشاعره وأفكاره.

 

– مهارات التعبير الشفهي :

لكي يتسنى لنا تدريب تلاميذنا على التعبير الشفهي ، لا بد أن ننمي لديهم بعض المهارات ، وهي تشمل المجالين الإبداعي والوظيفي ، وأهمها :

1– استحضار الأفكار والمعاني .

2– اختيار العبارات والألفاظ الملائمة للأفكار .

3- الربط بين الجمل بعضها ببعض .

4- ترتيب الأفكار وتسلسلها .

5- تأثر السامع بالكلام الذي يسمعه ، لمجاراة نغمة الصوت للمعاني المتضمنة فيه .

6- نطق الألفاظ نطقا جيدا ، وإخراج الحروف من مخارجها .

7- الانطلاق في الحديث دون لجلجة أو تلعثم.

 

– مجالات التعبير الشفهي :

لقد قام المربي الأمريكي "جونسون" ببحث ، لمعرفة مجالات النشاط التعبيري في المجتمع الأمريكي ، فخرج بعدة محاور لهذه المجالات والتي تعد مشابهة إلى حد كبير لمجالات مجتمعنا العربي ، وهي تشمل المجالين الوظيفي والإبداعي ، ومن أهم هذه المجاور :

1- المحادثة .

2- الخطب والكلمات .

3- إعطاء التعليمات والإرشادات .

4- حكاية القصص والنوادر .

5- المناقشة .

6- القراءة.

ويمكن أن نضيف إليها إدارة الاجتماعات ، ووصف أحداث معينة ، كوصف مباراة رياضية مثلا ، وكذلك التمثيليات والمسرحيات .

 

مشكلات التعبير الشفهي :

للتعبير الشفهي مشكلات كثيرة ، ومن أهم هذه المشكلات في مدارسنا ما يلي :

1- الخجل والاضطراب الذي ينتاب بعض التلاميذ .

2- الازدواجية اللغوية. ويقصد بها مزاحمة اللغة العامية للغة العربية الفصحى ، فالتلميذ يجد صعوبة في التحدث باللغة الفصحى والتعبير بها عن أفكاره ، نتيجة لتعوده الحديث بالعامية داخل المدرسة وخارجها .

3- مقاطعة المعلم للتلميذ في اثناء الحديث  فكثيرا ما يحدث هذا في مدارسنا ، فإذا أخطأ التلميذ فسرنا ما يستوقفه المعلم ليصحح خطأه ، فتنقطع أفكار التلميذ وتجافيه الألفاظ ، مما يؤدي إلى تلعثمه وعدم قدرته على الانطلاق في الحديث .

4- قلة المحصول اللغوي لدى التلاميذ. ويرجع ذلك إلى أكثر من سبب ، فقد يرجع إلى أن الموضوعات التي تقدم إلى التلاميذ بعيدة عن خبرتهم ، لا دراية لهم بها ، فلا يستطيعون التحدث فيها ، وقد ترجع أيضا إلى ما ذكرناه سالفا من مزاحمة اللغة العامية للغة العربية الفصحى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى