التفاعل بين نظرية بياجيه والممارسات التعليمية في رياض الاطفال بالكويت
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
نظرية بياجيه الممارسات التعليمية في رياض الاطفال بالكويت العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
خامساً : حول التفاعل بين نظرية بياجيه والممارسات التعليمية في رياض الاطفال في الكويت
يتحدث بياجيه مطولاً عن وجهة نظره التفاعلية ، حيث يشير إلى العلاقة بين الفرد وموضوع التعلم علاقة تبادلية يستحيل فيها الفصل بين الفرد والموضوع.
ويدعم بياجيه قوله هذا بأن أي موضوع تعلم لا يمكن معرفته إلا من خلال سلسلة من التتابعات المتلاحقة التي تبنى بمعرفة الفرد خلال أنشطته المختلفة ، وبشكل ما فإن الموضوع – اي موضوع للتعلم – يمثل تحدياً غير محدود يبحث الفرد عن الاقتراب منه لكنه لا يصل إليه تماماً على الإطلاق ، فإذا أخذنا في اعتبارنا أن المعرفة في أصلها بيولوجية.
وأنها تمتد أو تتسع لما بعد أصولها البيولوجية بحيث تؤدي إلى بناء نظم من العلاقات تثري كلاً من الحقائق المادية والاجتماعية التي ينبغي أن يتعرف الفرد عليها إذا أخذنا ذلك في اعتبارنا يمكننا عنئذ تصور تلك العلاقة التبادلية كما عرفها بياجيه والتي لا بد أن يكون الفرد فيها نشيطاً باستمرار في توسيع ما لديه من أبنية معرفية.
وأن يتخلص من مركزية تفكيره وأن يغير من تركيز انتباهه على جانب واحد من الموضوع ، إن مثل هذا التوسع يحدث من خلال اتجاهين متكاملين وتمفاعلين في نفس الوقت ، أحدهما يقود إلى التوصل إلى صيغ وأشكال المعرفة المنطقية والرياضية.
وثانيهما يقود إلى معرفة الأشياء من خلال أماكنها وأزمنتها وعلاقاتها السببية وبين هذين الاتجاهين وتفاعلاتهما يوجد مدى واسع من الأنماط المتداخلة من المعرفة (Inhelder, Sinclair & Bovet, 1974, PP. 21-29).
ورغم أن عبارة بياجيه الشهيرة ، " أنه من الصعب أو المستحيل فهم النمو النفسي دون أن نأخذ في الاعتبار جذوره العضوية" ، “Piaget, 1967)، قد أسىء فهمها لدى كثيرين واعتبرت أنها دعوة للعودة إلى الافكار الوراثية.
إلا أن بياجيه على العكس من ذلك يؤكد على تفاعل الفرد مع البيئة وما يترتب على هذا التفاعل من توسع تدريجي في مخططات الفرد المعرفية ، وعلى أن الانتقال من مرحلة معرفية إلى المرحلة التي تليها يمكن النظر إليه على أنه انتقال بيئي النمط طالما أنه قائم على تعديل فيم خططات الفرد المعرفية وهذا ما نستهدفه في دراساتنا للتعلم عندما نعرض الفرد لمواقف جيدة التصميم تنشط معارفه وتدفعه للحبث عن ارتباطات جديدة وأساليب جديدة لاستيعاب محتواها المعرفي ، وبالتالي قد ينتج عنها مستوى أعلى من المعرفة .
وطالما أن بياجيه يصور المسألة من خلال العلاقة التبادلية بين ما يحدث داخل الفرد وما يحدث في البيئة ، فهل نستطيع القول أن ما يجري في رياض الأطفال بالكويت يُعد هو البيئة التربوية المثلى التي تصل إلى التفاعل مع ما يجري لدى الأطفال وفق مستوياتهم المعرفية لنصل إلى مستوى اعلى من المعرفة من خلال هذا التفاعل؟
وهل تصلح نظرية بياجيه في هذه الحالة لتفسير العلاقة التبادلية بين الفرد وموضوع التعلم كما تجري في واقع رياض الأطفال بالكويت بما يشتمل عليه من تنوع في المستويات العمرية وتنوع في موضوع التعلم في نفس الوقت ؟
في ضوء ما تقدم وعلى أساس ما تم عرضه حول المحاور الخمسة التي تشكل معاً مشكلة البحث (ما أنجزه بياجيه في محاولة لتفسير كيف يحدث النمو العقلي المعرفي ، الاختلافات الشاسعة حول إمكانية تطبيق ما توصل إليه بياجيه ، جدوى التحاق الطفل بالروضة من عدمه ، المكانة المتميزة التي تحتلها رياض الأطفال بدولة الكويت وجدارتها بالدراسة ، التفاعل بين النظرية والواقع كأساس لفهم وتطوير رياض الأطفال بدولة الكويت) ، على هذا الأساس يمكن أن تتحدد مشكلة هذا البحث في محاولة الإجابة على السؤال الرئيسي التالي :
هل يختلف ما يكتسبه الطفل الكويتي من العمليات العقلية المعرفية ، طبقاً لالتحاقه بالروضة من عدمه ، أو طبقاً لنوع البرنامج الذي تقدمه الروضة ، أو طبقاً لسنوات العمر في الفترة من 3 – 6 سنوات ، وذلك في إطار ما حدده بياجيه لكل من سنوات هذه الفترة العمرية من مستويات النمو العقلي المعرفي ؟
ويمكن أن تصاغ مشكلة البحث تفصيلاً في التساؤلين الفرعيين التاليين :
1- هل يختلف ما يكتسبه الطفل الكويتي الذي التحق بالروضة ، عما يكتسبه الطفل الكويتي الذي لم يلتحق بها ، في مجال بعض العمليات العقلية المعرفية مثل : التصنيف ، التسلسل ، العدد ، الفراغ ، والزمن ، كما تقاس بمهام معدة في ضوء نظرية بياجيه ، وفي كل من سنوات العمر ، وفي الفترة العمرية من ثلاث إلى ست سنوات؟ .
2- هل يختلف تأثير برنامج الخبرات التقليدية عن تاثير برنامج الخبرات المتكاملة على اكتساب الطفل الكويتي الملتحق بالروضة ، لبعض العمليات العقلية المعرفية مثل : التصنيف ، التسلسل ، العدد . الفراغ ، والزمن ، كما تقاس بمهام معدة في ضوء نظرية بياجيه ، وفي كل من سنوات العمر ، في الفترة العمرية من ثلاث إلى ست سنوات .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]