التلوث الهوائي الناتج عن حرائق الآبار النفطية الكويتية
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التلوث الهوائي حرائق الآبار النفطية الكويتية الآبار النفطية الآبار النفطية الكويتية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
لقد كانت جريمة إشعال الآبار النفطية الكويتية من أكبر كوراث البيئة التي واجهت الإنسان، ولقد نتج عن ذلك انبعاث آلاف الطنان من الغازات الملوثة يومياً ولمدة ثمانية شهور.
وقد تجمعت هذه الملوثات في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وازداد تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون فيها، لم تكن هناك فرصة لغسل هذه الملوثات عن طريق سقوط الأمطار، حيث كانت الأمطار في الوضع الطبيعي تغسل الهواء وتنقيه من غاز ثاني أكسيد الكربون العالق في الهواء.
أما في هذه الظروف الصعبة، فإنه عندما سقطت المطار كانت ملئية بمركبات خطيرة، وبالتالي فإن السحب كانت ملوثة، وانتشرت على مساحات واسعة من الكرة الأرضية بفعل الدورة العامة، والتي تشمل تيارات الهواء، ومن الرياح الشمالية الغربية، التي تهب عادة على المناطق المدارية لشبه الجزيرة العربية ومصر وشمال أفريفيا.
وساعدت السحب الملوثة على تغيير جذري في توزيع مناطق الضغط الجوي الأمر الذي سيؤدي إلى تقلبات مناخية محتملة.
لقد ذكرت التقارير العلمية الصادرة عن وكالة حماية البيئة الأمريكية بان مستويات السخام، تم رصدها فوق مرصد "هون لاوا" في هاواي، وكانت معدلاتها في شهر مارس 1991 أعلى بخمس مرات من المعدلات لنفس الشهر في السنوات الثلاث السابقة.
وذكرت تقارير أخرى صدرت عن جامعة "ويومنج" أن السخام الصادر من الكويت، وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وارتفعت مستويات تركيز الجزيئات في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي في المنطقة المحيطة بالجامعة بمقدار واحد إلى عشرة، وذلك في الفترة بين فبراير ونهاية مارس.
وتوقعت التقارير أن يغطي الدخان القادم من الكويت معظم السواحل الأمريكية من مدينة نيويورك وحتى فلوريدا، وتم اكتشاف آثار السخام في اليابان.
ووصل الدخان المرئي إلى مسافة 2000 كيلو متر شرقاً نحو الهند والصين، وبعض مناطق الاتحاد السوفيتي سابقاً، التي وصلت بها مستويات المطر الحمضي إلى درجة لم يسبق لها مثيل (الكندري، 1992، ص96).
إضافة إلى ذلك، يعتبر الدخان المتصاعد من الكويت، احد العوامل المساعدة على حدوث فيضانات وأعاصير هائلة ادت إلى وفاة أكثر من 100 ألف شخص في بنغلادش في الأول من مايو 1991، إذ ارتفعت فيها مناسيب المياه بحدود قدمين عن المستوى العادي.
كما ان سقوط الأمطار، كان شديدا وغير عادي، واحتاج الأمر إلى دراسة مستفيضة للتعرف على العلاقة بين تلك الأعاصير والدخان المتصاعد من حرائق آبار الكويت.
واستندت الأبحاث إلى النظرية التي ربطت بين الأعاصير التي أصابت بعض الدول واحتراق الآبار، والتي مفادها أن احتراق الآبار يؤدي إلى تدفئة وتسخين شديدين للهواء والأرض، وزيادة الأمطار الموسمية مما يترتب عليه ارتفاع مناسيب الأنهار والبحيرات في العالم.
وقال "ريتشارد كووتزون" من معهد "اماكسبي بلانك" بالولايات المتحدة: "إنه لو وصلت ما نسبته "1%" من الدخان إلى الجزء الأعلى من الغلاف الجوي "سفير" فإن درجة الحرارة ستهبط في سنوت قادمة إلى درجتين مئويتين في نصف الكرة الشمالي، وهذا سوف يترتب عليه تغيرات مناخية واسعة وخطيرة".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]