التنمية المستدامة للصحارى
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قابلية الاستدامة غاية جديرة بالثناء، ولكن ما الذي يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة الى بيئة مثل الصحراء؟
حيث يتفاوت هطول المطر بصورة ضخمة وعلى مستويات كبيرة: أيام رطبة وجافة، وأماكن رطبة وجافة تفصل بينها مئات قليلة من الأمتار، وفترات رطبة وجافة تمتد لسنوات وعقود وقرون من الزمن… مع بيئة يكاد أن يكون في حكم المؤكد أن تتعرض لخطر تغير المناخ؟
كان الرد على الدوام من جانب سكان الصحراء اغتنام الفرصة ما دامت سانحة وعلى سبيل المثال قبل أن يذبل العشب ويموت. وتوجد أسباب علمية جيدة للثناء على هذه الاستراتيجية.
والقليل من الضرر ربما يقع بهذه الطريقة ما لم تمنع كمية كافية من البذور من التكاثر في أعقاب الهطل التالي، أو ما لم ينُتزع العلف من أفواه الحيوانات المهددة بالإنقراض. وبعد كل شيء فإن هذه الاستراتيجية هي المتبعة أيضاً من جانب معظم حيوانات الصحراء ذاتها.
واذا تحددت الإستدامة –بصورتها الأكثر شيوعاً– فهي «تنمية تلبي احتياجات الحاضر من دون تهديد قدرة أجيال المستقبل على تلبية احتياجاتها الخاصة بها». وتوجد مشاكل هنا لأن كل تنمية تهدد المستقبل بطريقة ما.
وفي هذه الحالة يتعين على التنمية المستدامة القيام بحُكم محيّر: مادرجة الضرر المسموح به؟ جماعة ضغط التوجه المستدام «المتشددة» لن تسمح بأي تنمية على الاطلاق، مثل بناء فنادق سياحية، التي كانت من دون شك تَجْهَد للحصول على المياه النادرة وغير المتجددة، أو السكك الحديدية التي سوف تُعَكّر من دون شك أيضاً الحياة البرية في الصحراء.
الأوساط الواقعية دعت الى توخي الحذر في هذه التطورات، وهذه السياسة التي دعيت بإسم «قابلية الاستدامة المعقولة» والتي على الرغم من جانبها المنطقي تعتبر الطريق الأكثر صعوبة للإتباع في هذا الصدد.
وجزء من قابلية الاستدامة المعقولة، كما يعتقد الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (آي يو سي إن) (IUCN International Union for the Conservation of Nature) يتمثل في إشراك السكان المحليين في المحافظة على مواردهم –وهي عملية دعيت بإسم مشاركة المجتمع– كما توجد مشاريع رائدة لهذه الغاية بالنسبة الى حيوانات الفيكونة Vicuna الصحراوية في بيرو وبين البدو في سوريا، والعديد من المناطق الاخرى. غير أن طريقة محافظة المجتمع هذه أخطارها الخاصة بها: ذلك أن المجتمع غالباً ما يختار التنمية التي يعتبرها الخبراء غير مستدامة.
وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الطريقة تمثل مسار المستقبل اذا اتبعت بحذر وعناية. ويكمن الأمل الكبير الآخر بين دعاة المحافظة في «السياحة البيئية» التي تتمتع بمستقبل واعد في الصحارى في أحسن حالاتها، كما أنها –في أسوأ الأحوال– تجتذب السياح من أجل القيام «بجولات بيئية» من شأنها الحاق ضرر بالغ بالبيئة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]