الحيوانات والطيور والحشرات

الثدييات البحرية

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات والطيور والحشرات موسوعة علمية

حيث أن الحياة بشكل عام قد نشأت في البحر، فقد أدى غزو اليابسة إلى تطورات عديدة ساعدت على حمل وزن الجسم في الهواء؛ والحركة باستخدام الأطراف، وليس الزعانف لتنفس الهواء؛ وانتاج البيض أو صغار لمقاومة الجفاف؛ والمحافظة على رطوبة الجسم والتغلب على التقلبات القصوى في درجات الحرارة اليومية والموسمية على اليابسة. وبعد التكيف بنجاح مع هذه الظروف، فإنه ليس من المستغرب عودة عدد محدود من الثدييات من البيئة البرية إلى البيئة البحرية.

ونتيجة لذلك تظهر بعض الثدييات البحرية، التي عادت مؤخرا إلى البحر، فروقات تركيبية رئيسية قليلة عن أقاربها التي تعيش في البر. فعلى سبيل المثال تنفق ثعالب البحر، حياتها في بسطات عشب البحر وتتغذى على الرخويات، التي تفتحها بوساطة تكسيرها بحجر تسنده على صدرها. وعلى الرغم من قضاء هذه الحيوانات ساعات النوم في موطن الأعشاب البحرية، إلا أنها لا تختلف كثيرا عن أبناء عمومتها البرمائية، مثل ثعالب المياه العذبة.

وعلى شاكلة ثعلب البحر فان الدب القطبي، مثل الثعالب، أحتفظ بخصائصه الثديية من الشعر. لكن الشعر عازل غير كاف في الماء، فهو يبتل ويخترقه الماء إلى سطح الجلد. هذا وتعتمد الثدييات البحرية الحقيقية، مثل الفقمة والحيتان والدلافين على طبقة الشحم تحت الجلد التي تشكل عازلا للماء.

وعلى الرغم من أن ما يسمى فقمة الفرو قد أحتفظت بفروها، إلا ان لديها طبقة سميكة من الشحم العازلة، كما أن معظم أنواع الفقمة وأبقار البحر أحتفظت بغطاء نحيل من الشعر على أجسامها وشعيرات حسية حول الفم. هذا وتوجد مجموعتان من الفقمة، فقمة بأذن واخرى بدون أذن، فيما يعتبر حصان البحر القطبي مفصولا عن هاتين المجموعتين. في حالة فقمة الأذن، يبقى الطرفان الخلفيان مرتبطان معا عند السباحة وتتحركان إلى أعلى وإلى أسفل بالطريقة التي تتحرك بها فصوص الحيتان.

أما حيوانات اليابسة، فتقوم بتدوير الأطرف للأمام، وتتحرك بواسطة حركات غير متقنه ولكن فعاله. بالمقابل، لايمكن تدوير الأطراف الخلفية للفقمة اللا أذنية أو الفقمة الحقيقية إلى الأمام، وعلى اليابسة ينبغي على هذه الحيوانات أن تجر نفسها مستخدمة الأطراف الأمامية القصيرة.

هذا وتنتقل الفقمة إلى اليابسة للتكاثر والولادة، وتكون صغارها، في حالة الفقمة اللا أذنية، في مرحلة متقدمة من النمو بحيث تستطيع بعضها السباحة خلال ساعات قليلة من ولادتها. وفي المقابل، تعتبر صغار فقمة الأذن أقل تطورا عند الولادة حيث يجب ان تقضي وقتا طويلا على اليابسة قبل الانتقال إلى الماء. ما يمكن استخلاصه من هذه الفروقات بين المجموعتين هو أن الفقمة اللا أذنية، أو الحقيقية قد عادت إلى البحر قبل فقمة الأذن.

أما الخيلانيات، او أبقار البحر، التي تشمل الأطوم وخروف البحر، فهي تعيش في مصبات الأنهار والبحار الساحلية الضحلة للمناطق المدارية وتتكيف تماما مع الحياة المائية. حيث أن الجلد بلا شعر عموما، والأطراف الخلفية مفقودة وتحور طرف الجسم إلى فصوص ذيلية أفقية كما هو الحال بالنسبة للحيتان والدلافين. من ناحية أخرى لا تخرج أبقار البحر أبداً إلى الشاطيء. انها نباتية تتغذى على مروج العشب البحري، وتعيش في جماعات أو قطعان. وخلافا للحيتان والدلافين، فهي لا تقدر على الغوص لفترات طويلة وعليها العودة إلى السطح كل خمس دقائق في المتوسط كي تتنفس.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى