الجهود المبذولة لحماية التربة والحياة النباتية والحيوانية في دولة الكويت
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التربة الحياة النباتية الحياة الحيوانية الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
يهدف هذا الجزء من الدراسة إلى إبراز الجهود المبذولة من أجل حماية البيئة الطبيعية بعناصرها الرئيسة من تربة ونبات طبيعي وحياة فطرية في مناطق الكويت المختلفة.
والواقع أن الدولة من جانبها تعنى بذلك من خلال مؤسساتها العلمية والتنفيذية، وفي مقدمتها مجلس حماية البيئة في دولة الكويت.
وتهدف هذه الجهود الى جعل النبات والحيوانات والعناصر الطبيعية البيئية الأخرى في مأمن من التهديدات الناجمة عن الاستغلال غير الواعي للموارد الطبيعية Natural Resources وتفاقم الملوثات Pollutants أو نتيجة للتوسع الصناعي والعمراني على حساب البيئة الطبيعية Natural Habitant .
وتتمثل أهم هذه الاجراءات التي اتخذت فيما يلي:
1- سن القوانين وتحديد العقوبات التي من شأنها الحفاظ على البيئة.
2- تشجيع المراكز العلمية والمؤسسات المختلفة التي تهتم بهذا المجال.
3- حماية وحفظ البيئة الصحراوية من التدهور.
4- تحديد مناطق معينة ترتبط بظروف معينة متميزة كمحميات طبيعية وتركها لعوامل التوازن الطبيعي البيئي دون أدنى تدخل بشري بأي شكل.
5- تحديد أنواع النباتات والحيوانات التي اختفت من البيئة، ومحاولة استرجاعها من خلال المعامل وإرجاعها ألى البيئة ثانية.
6- محاولة التوازن بين استغلال المواد الطبيعية ومتطلبات التنمية داخل الدولة .
7- تنمية الوعي البيئي لدى السكان من خلال اجهزة الاعلام ومن خلال المناهج الدراسية وعلى ضوء ما سبق يمكن في الصفحات التالية إبراز أهم الجهود الفعلية التي تمت من قبل المسؤلين لحماية التربة والنظم الأيكولوجية التي تعتمد عليها.
أدى تدفق البترول كما نعرف إلى تكون البرك النفطية الكبيرة داخل الحقول إلى الشمال والجنوب من مدينة الكويت، وتقدر كمية البترول التي تدفقت على السطح ما بين 2.5- 3 مليون برميل. مما أدى الى حدوث تلف كبير في التربة.
كما تأثرت كذلك نتيجة لحركة الآليات العسكرية وكذلك المعدات التي استخدمت بعد ذلك للإطفاء. ونتيجة لذلك كله فقد تفتت التربة وأصبح من السهل تحريكها وسفها بواسطة مياه الأمطار والرياح، مما يؤثر كثيرآ على قدرتها على إعالة النباتات .
كذلك أصيبت النباتات بدرجات كبيرة بالتلف، خاصة مع تساقط القطران وذرات الدخان وقطرات النفط غير المحترق عليها إلى جانب، ما أصاب جذورها من تلف بسبب تسرب البترول في التربة.
والخلاصة في ذلك أن ما تم أثناء العمليات العسكرية قد أدى إلى القضاء على مظاهر الحياة في مساحات واسعة حول الآبار المحترقة وسوف تشمل التأثيرات على الحيوانات البرية وحالات الاختناق وتلوث الأنسجة بالمواد النفطية .
وفي دراسة على جزيرة (قاروة) وجد أن كميات القطران المتساقط تبلغ 378 جم/متر مربع، وهو ما يشير إلى أن كميات القطران التي تتساقط على الجزيرة وحدها يبلغ 1.4 طن.
ومن الجهود التي بذلت في هذا الشأن ما قامت به إدارة حماية البيئة من دراسات ميدانية للتعرف على معدلات تساقط المواد النفطية على التربة والنباتات وتم أخذ عينات من التربة السطحية ومن التربة التحتية من مناطق مختلفة، مثل الوفرة وميناء عبدالله ومن منطقة الدوحة في الغرب من مدينة الكويت ومن بعض الجزر غير المسكونة مثل جزيرة عوهة وقاروة، وتم تحديد درجات التلوث.
ورغم أن النتائج الخاصة بهذه الدراسات الميدانية في بدايتها إلا أنها أوضحت درجة التلوث الذي تعاني منه التربة والنبات الطبيعي .
ومن المتوقع على ضوء هذه النتائج أن تكون التأثيرات على النظام الأيكولوجي الصحراوي بالغو وشديدة، وسوف تقل قدرة التربة الصحراوية على انعكاس الضوء، وسوف يزيد ذلك من قدرتها على امتصاص الحرارة.
وعلى الأخص في شهور الصيف مما ينعكس بالسلب على الحياة الدقيقة في التربة السطحية، كما كان لتسرب البترول دوره في قلة مساميتها .
وقد قامت جهود جبارة للتعامل مع البرك النفطية، بدأت بسحب (شفط) البترول الموجود به كخطوة أساسية تلتها خطوة أخرى تمثلت في معالجة التربة الملوثة بالقاع .
وجدير بالذكر أن ثمة تجارب سابقة أجريت على التربة المشبعة بالنفط تتشابه في خصائصها الكيماوية مع التربة في الكويت ونجحت في القضاء على التلوث النفطي بهما، وأيآ كان نوعية النفط المتسرب من الآبار المحترقة فهناك دائمآ أحياء دقيقة يمكن استخدامها بعد تدجينها في معالجة هذه المشكلة.
وقد واصل معهد الكويت للأبحاث العلمية استخدام التكنولوجيا الحيوية ضمن برامجه الاستراتيجية لمواكبة التطور الذي طرأعلى هذا المجال في العالم .
ففي مشروع لتقييم اسلوب تنظيف التربة الملوثة بالنفط حيويآ في مواقع التلوث أجريت دراسة ميدانية على نطاق شامل لتحديد المقاييس الفنية في عملية تنظيف التربة بفعالية.
كما يجري العمل بمشروع لتحديد معدلات التحلل الأحيائي للبترول باستخدام تكنولوجيا صناعة الأسمدة الخالية من التربة بالبترول وتحديد التكلفة ودراسات الجدوى الفنية، وتطوير خطة هندسية لعمليات المعالجة الحيوية للتربة الملوثة بالبترول.
ارتبط كذلك بجهود حماية التربة والحياة الحيوانية ما قامت به الدولة من مشروعات ذكرت في الفصول السابقة من هذا البحث .
ويجدر القول أن مشاريع الدولة لحماية البيئة لم تقتصر على مدة ما بعد تحرير الكويت، ولكن سبقها جهود كبيرة يتمثل أساسات تدعيم الدولة للزراعة وتنظيم عمليات الرعي وتشجير جوانب الطرق الرئيسة وتثبيت الرمال في مناطق تحركها وزحفها.
إلى جانب إنشاء المحميات الطبيعية وتحديد للمناطق المسموح للرعي فيها وغير ذلك مما ذكر في الصفحات السابقة، وقد أشير فيما سبق إلى الجهود المبذولة لحماية التربة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]