الجوانب التي تعتمد عليها العلاقة المتبادلة بين البيئة والمشروع
2002 الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة
بدر جاسم الفيلكاوي
KFAS
الجوانب التي تعتمد عليها العلاقة المتبادلة بين البيئة والمشروع العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
المشروع يعمل من خلال بيئة محيطة به من كل الجوانب، وهذه البيئة تنقسم إلى عناصر رئيسية يتأثر بها ويؤثر فيها مثل: القوانين، والعادات، والتقاليد، والتشريعات والأنظمة المختلفة.
وهذه العناصر المختلفة في المكان والزمان، والبيئة المحيطة بالمشروع هي التي توفر للمشروع المستلزمات الرئيسية الأساسية التي يرتكز عليها لأداء نشاطه التجاري، وهذه المستلزمات هي: اليد العاملة، ورأس المال، والأراضي، والآلات، وتسمى كذلك بمدخلات المشروع، في حين مخرجات المشروع التي يؤثر فيها على البيئة المحيطة به تتمثل في: المنتشجات، والخدمات التي يطرحها في الأسواق.
البيئة الاستثمارية الجيدة في المجتمعات تشجع إنشاء المشاريع الجيدة، وذلك لما يمكن أن تقوم به هذه المشاريع في الاستغلال الأمثل للمدخلات، أو الموارد المتاحة مثل: خلق فرص عمل للمواطنين، وتأهيلهم لاكتساب المعارف والمهارات الحديثة، وتشغيل رؤوس الأموال، وشراء مواد خام محلية، وتشغيل خدمات محلية مثل: خدمات التأمين، وخدمات البنوك.
إضافة إلى ما يقدمه المشروع من تغطية لاحتياجات السوق من: منتجات، وخدمات مطلوبة إضافة إلى تحقيق منافع للمستهلكين على شكل تقليل تكلفة هذه المنتجات، أو سرعة توزيعها، أو غيرها من المنافع.
وقد استند الكثير من الباحثين إلى أن العلاقة المتبادلة بين المشروع والبيئة تعتمد على جوانب عديدة وهي كالتالي:
– الجانب الأول: يتعلق بالبيئة الطبيعية والتكاليف المرتبطة بها مثل: تكاليف البناء، تكاليف النقل، تكليف التدفئة والإنارة، تكاليف التخزين.
في حين أن تأثير المشروع على البيئة الطبيعية قد يتمثل في التلوث بكافة أشكاله البحري والبري والجوي، وهذه التكاليف تعتبر ذات طبيعة خاصة وتؤثر على المشروع على المدى الطويل، وذلك لعدم تغيرها بصورة دورية سريعة مما يسمح للقائمين على المشروع باتخاذ الترتيبات الملائمة التي يمكن من خلالها تخفيف حدتها وتأثيراتها العامة.
– الجانب الثاني: تشمل النواحي الاجتماعية والثقافية التي تهدف إلى وضع الحدود الممكنة لقبول المشروع من قبل المجتمع وتتمثل إضافة إلى الأنشطة التي يلزم بها المشروع لأدائها كالمساهمة في نفقات علاج العاملين والدورات التدريبية العامة، فإنها تصل إلى نسبة الأفراد المشكلين للقوة البشرية ونسبة العاطلين عن العمل وكذلك التركيب المهني للسكان.
أما من حيث أثر المشروع على البيئة الاجتماعية الثقافية فيتضح في الأهداف الطويلة الأمد في مجالات مهمة، والتي تعكس أثارها على التركيب الفكري والأخلاقي لأفراد المجتمع مثل: الدعاية، ونظام الحوافز، وسياسة التأهيل.
– الجانب الثالث: يتعلق بالجانب الاقتصادي حيث يعتبر المشروع جزءاً من التركيب الاقتصادي للمجتمع، فالبيئة الخارجية تمده بكافة العناصر اللازمة لممارسة نشاطه الإنتاجي مثل: رؤوس الأموال، ومصادر الحصول عليها، وتكلفتها، والسياسات النقدية للدولة.
كما أنها تحدد له أهدافه المرحلية والاستراتيحية، ومن ثم يقوم المشروع بوضع الخطط اللازمة واتباع الأساليب التنفيذية المناسبة لاستخدام هذه الموارد بما يؤدي لتحقيق الأهداف المحددة مسبقاً، وبعبارة أخرى دراسة مدى توافق عناصر المشروع المتوافرة في الاقتصاد مع نشاط المشروع ومنتجاته وأهدافه.
– الجانب الرابع: يتعلق بالجانب السيساسي الذي يفرض إرادته وسياسته على المشروع بواسطة الإلزام أو بواسطة سياسة التحريض أو بواسطة سياسة الحوار المتبادل، ويختلف أسلوب استعمال هذه السياسات من نظام إلى آخر، ومن مشروع إلى آخر.
كما تمارس البيئة السياسية إشرافاً مباشراً على التجارة الخارجية هادفة من وراء ذلك تقديم كل وسائل الدعم والمساعدة المباشرة وغير المباشرة للمشروعات المحلية لزيادة صادرات الدولة وبالتالي تخفيض وارداتها.
إن دراسة الجانب السياسي تطمح إلى تحديد درجة ملاءمة المناخ السياسي العام لهذه النوعية من المشروعات، والتأكد من عدم وجود أنظمة وقوانين وتشريعات تمنع أو تحد من نشاط المشروع وتجبره على حصر نشاطه في منتجات معينة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]