العلوم الإنسانية والإجتماعية

الحالة البدنية الملحوظة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 8 أشهر

1998 الأعمار و مراحل النمو

ميلر, كارين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحالة البدنية الملحوظة للأطفال الأطفال من عمر 6 إلى 8 أشهر العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

– الدحرجة

في سن ستة أشهر، وربما قبل ذلك أو بعد ذلك بقليل، يكتسب الطفل القدرة على الانقلاب من الرقاد على بطنه إلى الرقاد على ظهره والعكس.

إنه من الممتع رؤية الطفل وهو يحاول وينجح في هذه الحركات، وخاصة في المرات الأولى، حيث تظهر على وجهه علامات الدهشة والسعادة والانفعالات والذهول المحبب، وبالطبع يحاول إعادة المحاولة مرة بعد أخرى.

لا داعي أن تحاولي تعليم الطفل كيفية الدحرجة، إذ إنها من الحركات التي يتعلمها الطفل من تلقاء نفسه.. كل ما عليك أن تفعليه هو أن تعطيه الفرصة ليفعل ذلك..

 

ضعي الطفل عندما يستيقظ على ملاءة نظيفة على الأرض، بحيث يكون مستلقيا على ظهره أو بطنه ثم ضعي بجانبه بعض الأشياء الجذابة ليحاول الوصول إليها.

يستمتع بعض الأطفال بالدحرجة إلى أن تصبح وسيلتهم الأساسية للوصول من مكان إلى آخر.

 

– النهوض للجلوس

طالما أن الطفل قد تعلم الدحرجة، فإنه لن يمر الكثير من الوقت قبل أن يتعلم النهوض للجلوس، ويتطلب هذا من الطفل القدرة على السيطرة على رأسه ليبقيها مستقيمة، وأيضا القدرة على السيطرة على الجذع للمحافظة على توازنه.

تعتبر كراسي الأطفال الصغيرة ذات الظهر القماشي مفيدة لتمرين الطفل على تحكمه في حركة الجذع، ففي البداية يميل الطفل إلى الأمام، ولكنه بالتدريج سيكتسب القدرة على التحكم في حركته..

 

عندما تشعرين أن الطفل بدأ يكتسب القدرة على الجلوس بدون مساعدة منك، دعيه يكتسب خبرة الجلوس على الأرض بين رجليك. 

فإذا جلست على الأرض ورجلاك معكوستان والطفل يستند بظهره إليهما في الوسط، فإنك توفرين له قاعدة لينة يمكنه السقوط عليها بأمان، وتكون ركبتيك دعامة له، وبعد ذلك استلقي على ظهرك وافتحي رجليك ودعي الطفل يجلس بينهما.

 

يعتبر تعلم الطفل الجلوس بمفرده خطوة كبيرة على طريق النمو، حيث يستطيع رؤية عالمه من وضع جديد يمكّنه من تمييز الأشياء الموجودة بالحجرة بوضوح أكثر..

يبدأ الطفل وهو في وضع الرقود برفع نفسه للجلوس، وبهذه القدرة الجديدة التي اكتسبها ينطلق برغبة أكيدة للوصول إلى الأشياء المغرية التي لم تكن في متناول يده سلفا.

 

– الدفع بالرجل

إذا أمسكت بالطفل في وضع مستقيم ورجلاه ملامستان للأرض، فغالبا ما يدفع الأرض برجليه ويستمتع بالصعود والهبوط، وينعكس هذا بشكل كبير على تنمية قدرات عضلات الساقين استعداداً للمشي.

في هذه السن يجد الأطفال سعادة بالغة في استخدام الكرسي النطاط والمشايات.

ولكن يجب مراعاة عدم الإسراف في استخدامهما فهناك بعض الاختلاف في وجهات النظر بالنسبة لاستخدام هذه الأدوات من حيث تأثيرها الضار على الدورة الدموية، ولكونها تؤدي إلى حدوث ضغط زائد على عظام الساقين التي لم تقو بعد على حمل جسم الطفل.

 

لكن ليس هناك ضرر إذا بقي الطفل أوقاتاً محدودة على هذه الأدوات. تؤدي الحركة الجديدة للطفل إلى سعادته ونمو فضوله.

لكن حذاري أن تتركي الطفل مدة طويلة على الكرسي النطاط أو المشاية، وتذكري دائما أنه يحتاج للبقاء فترة على الأرض لتناسق نموه.

 

– الحبو والزحف

يعرف الزحف بأنه الحركة باستخدام اليدين لجذب الجسم، مع بقاء البطن ملاصقة للأرض. يحدث الحبو عندما يتحرك الطفل على يديه وركبتيه، وتكون البطن مرتفعة عن الأرض.

في هذه السن يبدأ الطفل في الزحف على الأرض، وبداية هذه الحركة تأتي عندما يحاول الطفل الحصول على شيء ليس في متناول يده.

 

ضعي الطفل مستلقيا على بطنه، على أرض نظيفة ومغطاة بالسجاد، وعليها عدد من اللعب الصغيرة الجذابة متفرقة، بعضها في متناول يده وبعضها بعيداً بعض الشيء عنه، وضع الأشياء بعيداً عن متناول يد الطفل سيثيره ويحفزه للحركة تجاهه. التحول من الزحف إلى الحبو متعة للرؤية.

فغالبا ما يبدأ الطفل في المرجحة للأمام والخلف وهو يستند على يديه وركبتيه بدون تقدم، ولكنه يستمتع بهذا الشعور الجديد.

 

بعض الأطفال لا يمكنهم الحبو إلى الأمام بل يحبو إلى الخلف، وفي بعض الأحيان يتجاوز الطفل مرحلة الحبو ويبدأ مباشرة في النهوض والتعلق بحواف الأشياء ويمشـي مباشرة، وعموماً فإن مثل هذه الحالات قليلة الحدوث.

تأكدي من إتاحة وقت كبير للطفل على الأرض ليكتسب خبرة الزحف والحبو، حيث إن الأطفال يحتاجون إلى التمرين على استخدام الأيدي والأرجل معا فًي الحركة.

 

– ملمس الأرضية

اجمعي أشياء مختلفة الملمس مثل قصاصات السجاد ودواسات الأقدام المصنوعة من الخشب ومن المطاط وانثريها على الأرض ليزحف عليها الأطفال.

من الممكن جمع هذه الأشياء وتغيير ترتيبها كل يوم، ويمكن ممارسة هذا في خارج المنزل على أرضيات طبيعية مثل قطع الخشب، الإسمنت المطعم بالأحجار الملساء، والإسمنت المحبب والرمل.

 

– الإمساك الموجه بالبصر

هذا الطفل يكتسب خبرة «الإمساك الموجه بالبصر» عندما ينظر إلى شيء في متناول يده، يفتح يده قبل ملامستها لهذا الشيء ثم يغلق أصابعه في الوقت المناسب ليمسك به، الطفل الأصغر سنا يمكنه الإمساك بالأشياء ولكن دون التحكم الجيد في توقيت فتح وغلق أصابعه.

فغالباً ما يضـرب أو يخبط الطفل على الأشياء دون الإمساك بها.. الآن يمكن للطفل التخطيط للفعل ثم تنفيذه.. إنها خطوة كبيرة للطفل من أجل السيطرة على عالمه.

 

– الألعاب المدلاة

ثبتي عدة ألعاب جذابة، بحيث تكون مدلاة على الحائط أو من أي شيء ثابت، فيبدأ الطفل بمحاولة الإمساك بهذه اللعب المدلاة.

والطفل الذي لا يستطيع الجلوس بعد، يمكن وضعه على كرسي أطفال، بحيث تكون اللعب المدلاة في متناول يده، ستندهشين كثيراً من مدى التحدي والإصرار عند الأطفال لتعلم هذه المهارة.

 

تأكدي من أمان اللعب، بحيث «تكون كبيرة كي لا يبتلعها الطفل، وبدون أحرف حادة، الخ…» لأن الطفل سيضع هذه اللعب في فمه بالتأكيد.

تأكدي أيضا من أن السطح المدلاة منه اللعب ثابت، ولا يمكن للطفل أن يجذبه فينقلب عليه.

 

– اكتشاف الأشياء

عندما يكتسب الطفل القدرة على الإمساك الموجه بالبصر، وأيضاً الزحف في أرجاء الغرفة، فإن العالم يصبح متاحا له لاكتشافه! أما المتعة في هذا فغنية عن التعريف!!

يحب الطفل في هذا السن كثيراً أن يختبر الأشياء واللعب الصغيرة، وخصوصا تلك التي تصدر أصواتاً، غالباً ما يمسك الطفل بالشيء بكلتا يديه ويضعه في فمه، ثم يبدأ في مناولة الشـيء من يده للأخرى، ويقلب فيها ليرى جميع جوانبها.

وخلال هذا يضع الطفل هذا الشيء عدة مرات في فمه، ومن المحتمل أيضا أن يضرب الطفل بالشيء على سطح ما ليتعرف على طبيعة الصوت الصادر عن هذا الشيء نتيجة ارتطامه بجسم آخر.

 

وكأن الطفل عالم كبير يجري كل التجارب الممكنة لاكتشاف خواص واستعمالات هذا الشيء الغريب الذي يمسكه.

تعتبر اللعب الهزازة مثل الخشخيشة ذات أهمية قصوى في إمتاع الطفل هي واللعب الأخرى التي يصدر عنها أصوات.

 

– مجموعة الخشخيشة

إصنعي مجموعة من اللعب التي تصدر أصواتاً عند هزها، يمكنك صناعة هذه اللعب من العلب الصفيح ذات الغطاء البلاستيك.

فمثلا الصوت الذي يصدر عن علبة مملوءة بالمشابك يختلف عن ذلك الذي يصدر من علبة مملوءة بحبات الأرز.

وسيستمتع الطفل باكتشاف الفرق بينهما، ولكن يجب التأكد من إحكام إغلاق هذه العلب لكي لا تفتح ويبتلع الطفل محتوياتها. هذه النوعية من اللعب تسعد الأطفال في هذا السن وحتى سن المشي.

 

– إيجاد بيئة آمنة

كل الأشياء تجذب اهتمام الطفل في هذه السن، ليس فقط اللعب، ولكن اللعب الصغيرة، أغطية البرطمانات، المفاتيح وأي شيء آخر، لذلك فإن هذه المرحلة تتطلب منك تمام التأكد من خلو بيئة الطفل من أي شيء يمثل أي شيء من أشكال الخطورة على الطفل في حالة تمكنه من الوصول إليه.

تمثل الأسلاك المدلاة من المكواة أو الراديو أو الساعات الموضوعة على الأرفف مصادر للخطورة من الممكن السهو عنها من قبل البالغين.

تأكدي من العزل الجيد لكل مخارج الكهرباء التي تكون في متناول يد الطفل. الرجاء قراءة المناقشة الدقيقة لهذا الموضوع في الباب التالي.

 

– اللغة

الهمهمة واللغة غير المفهومة التي يصدرها الطفل هي إحدى سمات هذه الفترة من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل بإصدار نغمات محببة وكأنه يستعد للنطق بكلماته الأولى في شهور عمره القادمة.

في هذه المرحلة الهامة يمارس الطفل تجريب النغمات والأصوات المختلفة للغته الأم، أما أنت فتكلمي كثيراً أمام الطفل، وتحدثي إليه لتصفي له ما يراه أمامه من أشياء.

 

صفي واشرحي له كل ما تفعلينه معه. إن الأطفال يتعلمون فهم الكلام قبل تعلمهم النطق به، إنك توفرين مثالا هاما للأصوات والتعبيرات الصوتية وأنت تنطقين أسماء الأشياء أو الأفعال للطفل.

عندما يغمغم الطفل أجيبيه بتقليد غمغمته، وحاولي تقليد أصواته سيسعد الطفل الاجتماعي بهذا التبادل، وأنت تعطينه المثل على الأخذ والعطاء في المحادثة «مهارة لا يجيدها أغلبية الكبار»، فيتعلم الطفل أن اللغة هي عادة اجتماعية، وأيضا طريقة للحصول على ما يريده.

 

– الموسيقى

لنا أن نتساءل عندما يغمغم الطفل، هل هو يحاول الكلام أم الغناء؟ غالبا كلا الاحتمالين وارد بنفس القدر، فالطفل يتعلم – في الحقيقة – استخدام صوته بطرق مختلفة.

 

– لا، لا، لا

حاولي تكوين جملتين موسيقيتين أو ثلاثة باستخدام اللفظ «لا» وانتظري لتري مدى دقة تقليد الطفل لهذه النغمات، فإذا غنيت للطفل كثيرا سيتعلم أن الغناء أحد استخدمات الإنسان للصوت، وسيصبح الغناء أحد الأشياء التي سيقوم بها الطفل بصوته.

 

– دوام الأشياء

أحد التطورات الهامة في نهاية هذه المرحلة العمرية هو «دوام الأشياء» إلى الآن، فإذا ابتعد شيء عن مدى إبصار الطفل فإنه ينعدم من الوجود بالنسبة لتفكيره «فالبعيد عن الرؤية بعيد عن التفكير»،.

ويمكنك ملاحظة ذلك عندما تجذبين نظر الطفل الأصغر سناً بشـيء براق وجديد، ولكنه بعيد المنال عن إدراكه، غطي هذا الشيء، ستجدين أن الطفل لن يحاول النظر إليه أو رفع الغطاء عنه.

عندما يكتسب الطفل مهارة دوام الأشياء سيحاول جذب الغطاء لرؤية الشيء مرة أخرى، جربي هذا بنفسك.

 

اجعلي الطفل يرى شيئا جذابا مثل قطعة بسكويت لتتأكدي من شدة انجذابه لها، ثم قومي بإخفائها خلف شريحة من الورق المقوي.

ولاحظي هل يزيح الطفل شريحة الورق المقوى جانبا ليتمكن من الوصول إلى قطعة البسكويت، أم أنه سيفقد اهتمامه وينظر بعيداً؟.

إن تكوين ملكة دوام الأشياء مؤشر هام للنمو الذهني للطفل، إنه يعني أن الطفل يستطيع استرجاع صورة شيء لم يعد يراه بعد.

 

إنها بداية التفكير النظري للطفل، وهو أساس التقدم في القدرة على التخيل، واللعب الخيالي «التمثيلي»، واستخدام الرموز لوصف الأشياء مثلما يحدث في قراءة القصص.

مثل الكثير من المهارات في أعوام الطفل الأولى، فإن دوام الأشياء ليست ملكة يمكنك تعليمها للطفل، لكنها تحدث بمفردها، وربما يحدث ذلك عندما ينمو الجهاز العصبي والحالة البدنية للطفل إلى حد معين.

فعندما تكتشفين بزوغ هذه المهارة يمكنك استغلالها جيداً لإمتاع الطفل، وهناك العديد من الألعاب التي يمكنك أن تلعبيها مع الطفل، مستغلة اكتسابه هذه المهارة.

 

– منوعات «بيك. آه بو» Peek – A – Boo:-

1- ضعي يديك أمام وجهك، وحركيهما بعيدا عن وجهك وأنت تقولين «بيك – آه بو».

2- أظهري وجهك وأخفيه من خلف إحدى قطع الأثاث.

 

3- ضعي غطاء للرأس على رأسك ثم ارفعيه وأنت تقولين «بيك – آه بو».

4- ضعي غطاء الرأس على رأس الطفل ثم ارفعيه قائلة «بيك – آه بو»، ثم دعي الطفل يزيله بنفسه مرة أخرى.

5-إلعبي «بيك – آه بو» باستخدام دمية لإنسان أو حيوان.

 

6- ضعي دمى الحيوانات داخل صندوق بغطاء، ثم دعي الطفل يفتح الصندوق ليكتشف الدمى، ثم أغلقي الصندوق مرة أخرى قائلة «باي – باي»، وافتحيه ثانية وكرري هذه العملية عدة مرات.

7- تقليب صفحات كتاب مصور يمكن أن يمثل لعبة «بيك – آه بو» لأن الصور تظهر وتختفي تباعا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى