الحركة الرومانسية في أوروبا
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
أوروبا الحركة الرومانسية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
العداء…يبلغ أشده
لما كان نظام نيوتن، أو تصوره للكون، يتسم بالشمول الذي يكون فيه الإنسان بل وكوكبه ككل مجرد هباءة، ولما كانت ثورة نيوتن هي المقدِّمة الطبيعية للثورة الصناعية التي قامت على أساسٍ ميكانيكي وتميزت بظاهرة الإنتاج الواسع.
فقد أعقب هذه الثورة في أوروبا رد فعل طبيعي إلى حدٍ كبير، وهو ما يسمى بالحركة الرومانسية في أوروبا.
وهي حركة ضد إهمال الذات على حساب الموضوع، ضد الإساءة إلى روح الإنسان التي هددتها في رأيهم ثورة نيوتن والثورة الصناعية ضد المدنية بمصانعها الكريهة ودخانها القاتل، ومن أجل الرفق بحياة الإنسان الطبيعية بجمالها وألوانها وبساطتها.
وفي ألمانيا، كان شاعرهم الكبير جوتة من قادة الحركة الرومانسية، وقد عبَّر عن هذا بوضوح في شعره وفي مسرحيته (فاوست). أما روايته (آلام فرتر) فكانت الصرخة الروومانسية الكبرى في عالمٍ يتجه إلى الصناعة من أوسع أبوابها.
لقد دعت الحركة الرومانسية إلى ارتباط الإنسان عضوياً بالطبيعة حتى يذوب فيها. وهي تأسيساً على هذا شديدة الارتباط بالتصور اليوناني القديم للكون، وكانت تعتبر أن نظام نيوتن الكوني –الذي يتخذ من نموذج ساعة الحائط أساسا له – هو محاولة لتحطيم أرسطو، لدرجة أن جوتة قال يوما : (إنني لأفضل أن أكون مخطئاً مع أرسطو على أن أكون مصيباً مع اعدائه!).
ولا شك أنه تعصب أعمى للحركة الرومانسية ومن نادى بها من أرسطو والقدماء مبعثه الكراهية المطلقة لنيوتن وما أتى به، وإن قول جوتة الأخير ليذكرنا بما كان يُردِّده بعض المصريين في الربع الأول من القرن العشرين من أن (الاستعمار علي يد سعد خيرٌ من الاستقلال على يد يَكَن!).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]