الخصائص التي تتمتع بها ثدييّات الخفاش وأنواع الفصائل التي تنتمي إليها
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الخفاش أنواع فصائل الخفاش خصائص الخفاش الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الخفاش من الثدييات، كالكلب والقط، ولكنه لا يستطيع المشـي على أرجله الأربع، كما تفعل معظم الثدييات.
فالطرفان الأماميان للخفاش (أي ذراعاه) تحولا إلى جناحين يشبهان أجنحة الطيور.
والخفاش هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران لمسافات طويلة قد تصل في بعض الأنواع المهاجرة إلى آلاف الكيلومترات.
وقدرة الخفاش على الطيران ترجع إلى تحورات خاصة بالطرفين الأماميين إذ تستطيل عظام الساعد واليد، وينتشـر الجلد، الذي يكون غشاء الطيران، بين أصابع اليد، باستثناء الإصبع الأولى التي تظل سائبة ومزودة بمخلب كبير.
في حين تختفي المخالب من الأصابع الأخرى في الغالبية العظمى من الخفافيش.
أما عظام الرجلين فقصيرة. وبالقدم خمسة أصابع، بكل منها مخلب. ويستخدم الحيوان مخالبه في تشبثه بجدران المغارات أو بفروع الأشجار.
وينام الخفاش في وضع مقلوب تكون فيه الرأس إلى أسفل، والجناحان مضمومان على هيئة عباءة فضفاضة تحيط بالجسم.
والخفافيش حيوانات واسعة الانتشار إذ توجد بمختلف بقاع العالم، باستثناء المناطق القطبية.
وفي المناطق الشمالية لمختلف القارات، حيث تهبط درجة الحرارة كثيرا في فصل الشتاء، تتجمع الخفافيش في أعداد كبيرة داخل الكهوف والمغارات وتمر بفترة بيات شتوي يستمر من أربعة شهور إلى ستة.
وفصل التزاوج بالنسبة لهذه الخفافيش هو الخريف وفيه تختزن الأنثى الحيوانات المنوية للذكر حتى الربيع التالي عندما تنضج البويضات ويتم إخصابها.
ولا يزيد عدد ما تلده الأنثى عادة على صغير واحد تحمله على صدرها في أثناء طيرانها، وقد تشبث بحلمة ثدي أمه.
وفي أحيان أخرى تترك الأم صغيرها مثبتا بجدران الكهف. وعند عودة الأمهات بعد تجوالها ليلا سعيا وراء رزقها تجد كل أم صغيرها في المكان الذي تركته فيه.
ويساعدها في التعرف عليه ما يصدر عنه من أصوات، وما ينبعث منه من روائح. أما الخفافيش التي تقطن المناطق المعتدلة والحارة فلا تمر بفترة بيات شتوي، ولذلك فإن إناثها ليست في حاجة إلى اختزان الحيوانات المنوية في أرحامها.
ومعظم الخفافيش يمارس نشاطه ليلا. ويستطيع الخفاش أن يتحاشى الاصطدام بما يقابله من عقبات في أثناء طيرانه في الظلام، حتى الأسلاك التي لا يزيد قطرها على نصف المليمتر.
والسـر في ذلك أن الخفاش يخرج من حنجرته ومن أنفه أمواجا صوتية عالية التردد لا تدركها أذن الإنسان. وعندما تصطدم هذه الموجات بعائق ما، يرتد صداها وتستقبله الأذن الداخلية للخفاش، فيدرك نوع العائق الذي يقابله.
وهذه الطريقة تشبه نظام الرادار الذي تستخدمه الطائرات والسفن وأجهزة الدفاع الجوي، ولكنها تعتمد على الصوت لا على الضوء، ولذلك فهي تعرف باسم "السونار الحيوي".
وبها يستطيع الخفاش أن يحدد موقع الفريسة، وأن يقتفي أثرها ويقتنصها بسهولة، وبمعدل نجاح يحسده عليه أي مهندس طيران.
وتعد الخفاشيات من أكبر الرتب في طائفة الثدييات، فهي تلي القوارض في عدد الأنواع.
وهناك أكثر من تسعمئة نوع منها، موزعة بين ثماني عشـرة فصيلة تعيش غالبيتها في المناطق الاستوائية والمعتدلة من العالم وتقسم إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
(أ) تحت رتبة (رتيبة) الخفافيش الكبيرة: وإليها تنتمي الخفافيش آكلة الفاكهة وهي خفافيش كبيرة الحجم؛ الذيل فيها قصير، والخطم طويل والعينان كبيرتان.
ويعتمد الحيوان في طيرانه على حاستي الشم والإبصار، ذلك أن جهاز استقبال الصدى فيه ضعيف، وهي ليست في حاجة إليه.
ومن أمثلتها خفاش الفاكهة "روزيتس" الذي ينتشـر في كثير من الدول العربية، ومنها مصـر ولبنان والأردن واليمن وعمان، ويسبب أضرارا كبيرة بمختلف أنواع الفاكهة.
ورأس الحيوان في الأنواع الكبيرة يشبه رأس الثعلب، ولذلك فهي تعرف باسم "الثعالب الطائرة". وتوجد أنواع منها بالهند وأستراليا وجزر الهند الرقية وماليزيا، وبها أكبر الأنواع الذي تبلغ فيه المسافة بين طرفي الجناح أكثر من 150 سنتيمترا.
(ب) تحت رتبة (رتيبة) الخفافيش الصغيرة: وتشمل الغالبية العظمى من الخفافيش.
وتتميز الأنواع في هذه المجموعة بصغر حجمها، وضعف إبصارها، وكبر حجم صيوان الأذن الخارجية.والذيل يكون في العادة طويلا، وقد يحتويه الغشاء بين الفخذين، أو قد يكون سائبا كذيل الفأر.
وتتفاوت طبائعها الغذائية من خفافيش آكلة للحشـرات، إلى أخرى مصاصة للدماء، إلى ثالثة تعيش على صيد الأسماك.
ومن الخفافيش نوع يستوطن المكسيك والبرازيل يعد أخطر الأنواع، فهو يتغذى على دماء الطيور والثدييات، وينقل ڨيروس الكلب من حيوان إلى آخر ومنه إلى الإنسان. وهي خفافيش صغيرة الحجم لا يتعدى طول الواحد منها عشرة سنتيمترات.
والقواطع في هذه الخفافيش حادة كمشـرط الجراح، إذا أعملها في جلد فريسة نائمة فإنها لا تحس بوخزها ولا تستيقظ من سباتها. ولكي يضمن وجبة دسمة من دم الفريسة فإن غدد اللعاب في الخفاش تفرز إنزيما يمنع الدم من التخثر.
وهو لا يمتص الدم بل يلعقه بلسانه الطويل. والمعدة في هذا الخفاش مؤهلة لهضم الدم، ولا يعرف عنه تناول أي غذاء آخر سواه.
ولعل تلك الأسطورة التي تصور الخفاش وقد التصق بوجه الإنسان، والطبول وهي تقرع لتعمل على طرده ترجع إلى هذا النوع من السلوك للخفاش.
ولكن الأنواع العديدة من هذه الخفافيش الصغيرة تتغذى بالحشـرات، وتعتبر عاملا هاما في تخليص البيئة من الكثير من الحشـرات الضارة بالزراعة وبالإنسان. ويستطيع الخفاش أن يأكل من الحشرات ما يعادل وزنه في ليلة واحدة.
والكثير من هذه الخفافيش يعيش في مستعمرات كبيرة. وبراز هذه الحيوانات يستخدم مخصبا للزراعة ويعرف تجاريا باسم "جوانو".
وتعتبر كهوف كارلسباد بولاية نيومكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية أكبر كهوف في العالم.
وفي داخل هذه الكهوف ظلت الخفافيش المكسيكية طليقة الذيل، تتكاثر بأعداد كبيرة لمئات السنين. وتراكم الجوانو في قاع الكهوف بارتفاع مئة قدم. وقدر ما تم استخراجه بمئة ألف طن.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]