الرياح الموسمية

2012 دليل الطقس

روس رينولدز

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

أتت كلمة “مونسون” من الكلمة العربية “موسم”. إنّ جوهر مناخ الرياح الموسمية هو أنّه، على السطح، هناك عكس موسمي في اتجاه الرياح

وما يرافقها من مواسم رطبة وجافة. أشهر رياح موسمية هي تلك التي تمرّ فوق جنوب آسيا – تشتهر الهند على وجه الخصوص بموسم الرياح الموسمية. وهناك رياح موسمية أقل شُهرة عبر غرب أفريقيا، وتُستخدم العبارة لتعريف التغيُّرات الموسمية عبر الجزء الجنوبي-الغربي من الولايات المتحدة.

تهبّ عادةً رياح منخفضة المستوى عبر شبه القارة الهندية من الجنوب-الغربي في فترة موسم الصيف الرطب ومن الشمال-الشرقي في فترة موسم الشتاء الجاف. تُعتبر الأمطار الصيفية ضرورية للصالح الوطني فوق الهند والدول المحيطة بها. وينطبق الأمر كذلك على غرب أفريقيا. وبالطبع أية أمطار فوق المتوسط هي موضع ترحيب في المناخات الجافة إلا أنّها قد تتسبّب في بعض الأحيان بمشاكل كبيرة لاسيما في جنوب آسيا.

كانت أمطار صيف 2002 أقل من المعدل في الهند بينما كانت أمطار صيف 2003 6% فوق المعدل. ومن المثير للإهتمام أنّ هناك أكثر من اقتراح أنّ «نجاح» الرياح الموسمية الصيفية ارتبط إلى حد كبير بحدوث ظاهرة النينيو أو النينيا (أنظر الصفحات 46 – 54). تُغيّر

كلا هاتين الظاهرتين العرضيتين طبيعة الدوران الجوي المداري على نطاق واسع بحيث يترافق النينيو بأحوال أكثر جفافاً وتترافق النينيا بأحوال أكثر رطوبةً. بدأت الرياح الموسمية في جنوب الهند عام 2004 حوالي أسبوعين قبل المعتاد عبر الهند وسقطت أمطاراً بحوالي 21% فوق المعدّل لشهر حزيران/يونيو. ولكن هذه الأمطار المرتقبه كانت مميتة لحوالي خمسين شخصاً يُخشى أنّهم فقدوا حياتهم عندما فاض نهر في الخامس عشر من تموز/يوليو وقضى ثلاثون شخصاً عندما انقلب قاربهم في شرق الهند في نفس اليوم.

بحلول الأسبوع الثالث من يوليو حدثت أسوأ فيضانات منذ عشر سنين في بعض الأنحاء ونزح حوالي عشرة ملايين إنسان من منازلهم. يُوضّح قمر صناعي خاص بالأرصاد الجوية قادر على رسم خرائط هطول الأمطار في المناطق المدارية حجم الشذوذات الرطبة في أجزاء من جنوب آسيا لأيام في منتصف يوليو 2004.