الزلزال الرئيسي وزلازله السابقة والرادفة والتتابعات الزلزالية
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الزلزال التتابعات الزلزالية علوم الأرض والجيولوجيا
تتميز الزلازل التكتونية خاصة كبيرة الحجم (القوة) بحدوث زلازل سابقة وأخرى رادفة (لاحقة) جميعها ذات قوة أقل من الزلزال الرئيسي (Mainshock) وتقدر قوة أكبر زلزال رادف (aftershock) بحوالي وحدة قوة واحدة أقل من قوة الزلزال الرئيسي.
في العادة يكون عدد هذه الزلازل الرادفة كبيراً نسبياً بعد حصول الزلزال الرئيسي مباشرة ، وتقل في العدد تدريجياً خلال ساعات أو أيام لاحقة ، وفي حالة الزلازل العنيفة قد يطول هذا النشاط اللاحق لعدة سنوات .
وقد يبدأ النشاط الزلزالي السابق (Foreshocks) أياماً أو أسابيع قبل الزلزال الرئيسي .
يعزى هذا النشاط الزلزالي السابق إلى تكسير زئي وانفلات الطاقة (الإجهادات) المخزونة في الصخور بشكل جزئي قبل الانفلات والتكسير الرئيسي.
وأما الزلازل الرادفة فتعزى إلى تعديل ميكانيكي في وضع صخور القشرة الأرضية وبوشاح بعد الانفلات الرئيسي أو بمعنى آخر إزاحة هذه الصخور في وضعها الجديد وربما إكمال انفلات ما قد تبقى من إجهادات مخزونة
وتزداد مساحة المنطقة (م) التي تحصل فيها الزلازل الرادفة بازدياد حجم (قوة) الزلزال الرئيسي (ق) ، وتدل الإحصاءات والدراسات السابقة على أن العلاقة بين هذين المتغيرين هي كما يلي ؛
حيث أن المساحة مقاسة بالسنتيمتر المربع .
وفي حالات كثيرة يحصل النشاط الزلزالي على شكل عواصف أو تتابعات زلزالية متلاحقة حيث يبدأ النشاط في منطقة ما بحدوث زلزال غالباً ما يكون صغير الحجم نسبياً.
تتبعه مجموعة زلازل تزداد قوة وعدداً خلال فترة زمنية قد تمتد ساعات أو أياماً أو أشهراً وفي أحد الأيام (أو الساعات) يحصل أكبر عدد من الزلازل ، وربما أكبر زلزال من حيث الحجم بحيث يكون الفرق بينه وبين حجم الزلزال الذي يليه قليلاً ربما جزء عشري من الوحدة (حسب مقياس ريختر) أو أكثر قليلاً .
وهكذا تحصل ذروة النشاط . وبعد ذلك تبدأ حدة النشاط الزلزالي في التناقص التدريجي من حيث العدد والقوة ثم في التلاشي التدريجي ، وربما تكررت الذروة هذه مرة أخرى أو أكثر قبل أن يعود النشاط إلى وضعه الطبيعي في تلك المنطقة .
وقد حدث أخيراً في جمهورية مصر العربية يوم الإثنين الموافق 12 أكتوبر 1992 في الساعة الثالثة وعشر دقائق بعد الظهر زلزال مدمر بلغت قوته حوالي 5,9 على مقياس ريختر.
وقد أدى هذا الزلزال إلى تدمير العديد من المباني ووفاة أكثر من 500 قتيل ، وجرح أكثر من ألفي شخص . وتبع هذا الزلزال مجموعة من التتابعات الزلزالية المتلاحقة تراوحت قوتها في الأيام الأولى التالية للزلزال بين 4,2 – 3 على مقياس ريختر.
يبدو أن هذا النوع من النشاط الزلزالي غالباً ما يحدث على الصدوع الأفقية ، وقليلاً ما يحدث على الصدوع العمودية كما أنه يلازم في الغالب النشاط البركاني في القشرة الأرضية .
من العواصف الزلزالية التي حصلت حديثاً في المنطقة العربية تلك التي بدأت يوم 21 كانون الثاني 1983 في منطقة حقل على خليج العقبة.
ووصلت ذروتها يوم 31 كانون الثاني 1983 في منطقة حقل على خليج العقبة ووصلت ذروتها يوم 31 كانون الثاني ثم تكررت الذروة يوم 3 شباط ومع نهاية نيسان من نفس العام بدأ النشاط يعود إلى الوضع الطبيعي .
إلا أنه خلال العامين اللاحقين سجلت محطات رصد الزلازل في الجامعة الأردنية ومنطقة حقل وحلوان بين الحين والآخر بعد الزلازل من نفس المنطقة .
ومن النشاطات المهمة في هذا الصدد ذلك الانبعاث البركاني الذي حصل في المدينة المنورة في صيف عام 654هـ (1256م) ، فقد سبقه وصاحبه ولحقه نشاط زلزالي ملحوظ دام لبضعة أيام وشعر به سكان المدينة المنورة عندئذ .
كما أن المؤلفات العربية القديمة تحوي معلومات مفصلة في بعض الحالات عن مثل هذا النشاط والذي حصل في المنطقة العربية والإسلامية .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]