البيولوجيا وعلوم الحياة

الشروط الواجب توافرها لعزل وفصل قرارات الإجهاض عن استخدام أنسجة الأجنة

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

وتظهر الاتجاهات الحذرة لدى الهيئات الطبية والتشريعية الغربية بالنسبة للأفعال التي قد تؤدي إلى تشجيع الإجهاض، في الاهتمام الخاص الذي وجهه برلمان المجلس الأوروبي، وعدد من الهيئات القومية في أوروبا وأستراليا، وبعض لجان الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية. 

والجماعات الاستشارية التابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية بالولايات المتحدة.  فهناك نوع من الإجماع العام لدى هذه الهئات فيما يتعلق بضرورة فصل قرارات استخدام أنسجة الأجنة عن قرارات الإجهاض (بمعنى أن لا يتم الإجهاض خصيصا لغرض توفير الانسجة).

ويجب أيضا الفصل التام بين من يقومون بكل من العمليتين من الأطباء ويجب ألا تخضع أنسجة الأجنة للاتجار، ويجب أن تقوم اللجان الأخلاقية المحلية بمراقبة الحصول على أنسجة الاجنة واستعمالها، ويجب أخذ موافقة المرأة التي أنتجت هذه الأنسجة، بعد الإجهاض، بغرض استخدامها فيما بعد. 

 

هذه هي الشروط التي يجب أن تتبع في حالة التعامل في أنسجة الأجنة.  ولقد أعلن المجلس الأوروبي The Council of Eu-rope (1986) أيضا أنه (حتى بعد الموت فإن الجنين يحتفظ بصفته البشرية … ويتطلب احترام الصفة البشرية أن يمنع من التعرض لأي تجارة أو صناعة.

ومع ذلك تظهر اعتراضات على فكرة أن حقوق الإنسان ممكن حمايتها جيدا بالفصل التام بين قرار إجهاض الأجنة واستخدام أنسجتها وبالقرارات والأشخاص الذين يقررون ذلك.

ويزعم جروبشتاين Grobstein (1988، ص93) أن ذلك يمكن أن يكون أكثر انطباقا من حيث احترام الإنسان وكرامته إذا ما أتيحت الأجنة للاستخدام بطريقة تنعكس فيها تماما قيمهم كأعضاء في المجتمع البشري. 

 

ويجب أن تعدل إجراءات الإجهاض بحيث تحافظ على كيان المجتمع البشري.  ويجب أن تعدل إجراءات الإجهاض بحيث تحافظ على كيان وحياة الكائن الذي سيجهض دون تحطيم هذا الكيان وتلك الحياة.

أما أناس والياس Annas and Elias 1989) فيريان أنه إذا ما كان هناك تأكيد بأن أنسجة الجنين يمكن أن تكون علاجية، وأن الإجهاض يمكن أن يتم بطريقة تساعد على إمكان استخدام انسجة الجنين دون تعرض المرأة لأي مخاطر إضافية، فسوف يكون هناك أيضا نوع من الضغوط لتبني هذه التقنية (ص 1081). 

ويبدو أن الأرجح، وإن لم يكن مؤكدا، أن بعض الأزواج الواعين (نتيجة لتعاون أطبائهم) قد أنتجوا بالفعل وأجهضوا من أجل الحصول على أنسجة جنينية للاستخدام العلاجي من جانب بعض المقربين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى