علم الفلك

الشمس كما تُرى من سطح الأرض

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

الشمس هي النجم الوحيد القريب جداً من كوكب الأرض بحيث يتسنى دراسته بتفصيل.

ولهذا السبب يعده الفلكيون حيوياً جداً لدرجة تؤدي إلى فهم العملية التي يتم بموجبها توليد الحرارة والضوء.

حقاً إن الشمس نجم ليس له أهمية خاصة، ويعزي الفلكيون ذلك إلى كونه نجماً أصفرَ قزماً. إلا أنه عند مقارنته بكوكب الأرض، فهو كرة ضخمة الحجم.

إذ يبلغ قطره 1,392,000 كيلومترٍ ويزيد حجمه عن حجم الأرض بمليون مرة. والشمس فرد عادي من أفراد المجرة، فهو يستغرق 225 مليون سنة ليكمل دورة كاملة حول مركز المجرة، مع كوكب الأرض وجميع الأفراد الأخرى في النظام الشمسي.

 

تبلغ درجة حرارة سطح الشمس 5,500 درجة مئوية، وترتفع درجة الحرارة بالقرب من اللب لتصل إلى ما يزيد عن 14 مليون درجة مئوية. والشمس لا “تحترق” بالمعنى التقليدي للكلمة، فعميقاً داخل الكرة تحدث تفاعلات نووية، حيث يتحول الهيدروجين إلى الهيليوم.

وفي كل مرة تتشكل فيها نواة هيليوم جديدة من أربع نوى من الهيدروجين، فإن قليلاً من الطاقة يُطلق ويفقد قليل من الكتلة، وهذه الطاقة تحافظ على الشمس في حالة سطوع، بينما يصل الفقدان في الكتلة إلى أربعة ملايين طنٍّ في كل ثانية.

وعلى الرغم من أن الشمس في منتصف عمرها، إلا أنها لا زالت تمتلك وقوداً كافياً لخمسة آلاف مليون سنة أخرى.

 

كما أن الشمس جسم مدهش للدراسة، غير أنه جسم خطير أيضاً. يتعين على الراصد أن لا ينظر إلى الشمس مباشرة خلال تلسكوب أو حتى خلال منظار.

فالنتيجة المحتمة في تلك الحالة هي العمى الدائم، كما أنه ليس من الآمن النظر إلى الشمس مباشرة فقط باستخدام مرشح يوضع فوق العدسة العينية. فالطريقة الآمنة الوحيدة لمشاهدة سطح الشمس هي إسقاطها من خلال تلسكوب.

وفي هذه الحالة تعد المناظير الكاسرة مثالية للمشاهدة الشمسية، ولكن قد تكون المناظير العاكسة مفيدةً أيضاً.

من أكثر المعالم وضوحاً على سطح الشمس هي البقع الشمسية، التي تظهر في المساحات المظلمة. وتميز البقعة الشمسية الكبيرة منطقة ظل (umbra)، أو مساحة مركزية، تحيط بها منطقة أقل عتمة تعرف باسم منطقة شبه ظل (penumbra). ولا تدوم أي بقعة لأكثر من أشهر عدة، والعديد منها طول حياتها ليس أكثر من بضعة أيام فقط. وحين تكون الشمس في أشد نشاطها فإنه يمكن مشاهدة الكثير منها في نفس الوقت.

حين يعبر القمر بين الشمس والأرض، يحدث كسوف شمسي. إذا كان الكسوف كليّاً فإن المناطق المجاورة الخارجية تضيء وتشكل مشهداً رائعاً. لسوء الحظ لا تحدث الكسوفات كل شهر لأن مدار القمر يميل على مدار الأرض، وغالباً ما يمر القمر عند ميلاده إما فوق أو تحت الشمس في السماء وهو ما يمنع حدوث كسوف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى