العلامات الزائفة أو المضللة التي تحدث من الأسلحة النارية
2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية
صاحب عيسى عبدالعزيز القطان
KFAS
العلامات الزائفة أو المضللة التي تحدث من الأسلحة النارية البيولوجيا وعلوم الحياة
هل الإصابة النارية المشاهدة بالمصاب اعتدائية أم انتحارية أم عرضية؟
هو سؤال تقليدي يوجه من المحقق للطبيب الشرعي في معظم حالات الإصابات الناشئة عن أعيرة نارية … وقبل البحث عن إجابة لهذا السؤال يتحتم التأكد أولاً أن الإصابة كانت فعلاً إصابة نارية ، وليست لأي سبب آخر ، وقد يبدو هذا الكلام غريباً وذلك لما هو راسخ بالأذهان من أن التعرف على الإصابات النارية ، هو أمر سهل للغاية .
والواقع أن التعرف على الإصابات النارية يكون في معظم الأحيان أمراً بسيطاً للغاية ، وذلك عندما تقع الإصابة بالجسم مقابل ملابس بها علامات مطابقة في وضعها ومظهرها للإصابة المشاهدة بالجسم ، وخاصة في حالة الإطلاق القريب إذ يشاهد حول الثقب الناشئ عن مرور المقذوف أو المقذوفات النارية خلال الملابس علامات قرب الإطلاق.
أو عندما يستقر المقذوف في نهاية مساره بالجسم ويتضح بالصور الإشعاعية أو يستخرج في أثناء التداخل الجراحي أو في أثناء تشريح الجثة إذا لم يكون المقذوف قد خرج من جرح بالجهة الأخرى من الجسم ، وبالإضافة إلى ذلك فإن للجروح الدخولية والخروجية صفات مميزة سبق الحديث عنها
ومع ذلك فقد يصادف الطبيب الشرعي إصابات بالجسم يقف أمامها حائراً ، ويبذل الجهد المضني في سبيل الوصول إلى حقيقة السبب في حدوث هذه الإصابات ، وخاصة عندما لا يتيسر للطبيب الشرعي أن يقوم بإجراء الفحوص الإشعاعية ، وما أكثر الظروف التي لا يجد الطبيب الشرعي فيها هذه الإمكانيات .
وأكثر الإصابات غموضاً هي تلك الإصابات التي تقع بالجسم ولا يقابلها ملابس ، ويكون شكلها أو مظهرها الخارجي شقياً فتتضح وكأنها نتيجة لاستعمال آلة حادة ، أو يكون شكلها وخزياً وتتضح وكأنها نتيجة لجسم مدبب الطرف كمسمار أو ما في حكم ذلك.
ولا يوجد أي جرح آخر بالجسم يشير إلى دخول مقذوف إلى الجسم من أحد الجرحين وخروجه من الجرح الآخر ، وإن لم يصل الطبيب الشرعي إلى فكرة صحيحة عن مسار المقذوف والموضع المحتمل استقراره بالجسم قبل أن يبدأ في تشريح الجثة فإن ذلك في بعض الأحيان يكون سبباً في متاعب ومشاكل لا حد لها.
فإنه – أي الطبيب الشرعي – قد لا يصل عند تشريحه للجثة إلى العثور على المقذوف المستقر وهو بذلك يكون كمن جاب الصحراء الشاسعة بغير دليل يرشده إلى الطريق السليم .
لم نكن مغالين في القول بأن تشخيص الإصابات النارية يكون في بعض الحالات أمراً غاية في الصعوبة ، إلى الحد الذي قد يخطئه طبيب شرعي له خبرة العمل الطبي الشرعي ، وخصوصاً إذا كان الرأي إيجابياً ، أي القول مثلاً بأن هذه الحالة كانت انتحاراً بيقين فذلك قول مرفوض …
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]