العلامات المضللة الناشئة عن التحلل الرمي للجثة
2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية
صاحب عيسى عبدالعزيز القطان
KFAS
العلامات المضللة الناشئة عن التحلل الرمي للجثة البيولوجيا وعلوم الحياة
يكاد أن يكون التعفن الرمي والتحلل الرمي هما الخصمان اللدودان للطبيب الشرعي ، وهما المعوقان الرئيسان للعمل الطبي الشرعي بكافة فروعه ، وهما المصدر الرئيسي للمتاعب والمشاكل في هذا المجال ومن علامات التحلل الرمي انتفاخ الشفتين والأنف وجفون العينين وجحوظ مقلة كل من العينين.
وهي علامات تنشأ نتيجة لغازات التعفن فقد تؤخذ هذه العلامات أنها مظهر لبدانة المتوفي قبل وفاته ، وإن كان ذلك الإنطباع الخاطئ يندر حدوثه بالنسبة لأي طبيب شرعي مهما قصرت فترة خبرته ، وإنما هو جائز الحدوث بالنسبة لمن ليس لديهم أي معلومات طبية ، ويرتبط عملهم ارتباطاً وثيقاً بالعمل الطبي الشرعي .
وهناك من العلامات المضللة التي تظهر نتيجة للتعفن الرمي مما قد يؤدي إلى خطأ جسيم في التشخيص كمشاهدة اللسان منتفخاً وبارزاً خارج فتحة الفم ، وانسيال السوائل المدممة المختلطة بالرغاوي من فتحات الأنف والفم ، وكأنها زبد رغوي ، مثلماً يشاهد في حالات الغرق ، وهي لا تعدو أن تكون علامات عادية ناشئة عن ضغط غازات التعفن على أنسجة الرئتين .
ويؤدي تجمع غازات التعفن بين طبقات الجلد إلى حدوث فقاعات بسطح الجلد ممتلئة بالسوائل ، وتبدو كأنها ناشئة عن حروق بسطح الجسم ، وهي ليست إلا تفلساً عادياً وهو مظهر من مظاهر التعفن ، وقد تنفجر هذه الفقاعات وتنزلق جدرانها عما تحتها من أنسجة الجلد.
ويبدو الجلد بمظهر وكأنه مصاباً بإصابات أزاحت طبقته الخارجية عن موضعها ، وفيما لو انقضى وقت على حدوث هذا الانزلاق الجلدي ، فإن الطبقة الجلدية العارية ستتلون بلون داكن ، نتيجة لتعرضها لأشعة الشمس وتبدو وكأنها محترقة .
أما بشأن الجهاز الهضمي فإن له نصيباً وافراً وهاماً في ظهور العلامات المضللة والناشئة عن التعفن الرمي ، فقد يشاهد انفجار بجدران المعدة أو بأسفل المريء نتيجة لتآكل أنسجة مواضع الانفجار بفعل العصارة المعدية التي تؤدي إلى هضم هذه الأنسجة هضماً سريعاً.
ونتيجة لذلك تشاهد محتويات المعدة وقد إنتشرت بالتجويف البريتوني "تجويف البطن" وبتجويف أغشية البللورا "تجويف الصدر"، وكثيراً ما يعزي ذلك المظهر الخادع إلى وجود إصابة بهذه الأعضاء أدت إلى انثقاب جدرانها .
وللتعفن الرمي دور هام جداً في وجود علامات مضللة لا حصر لها ، تشاهد بالمجهر في حالات إجراء الفحص النسجي ويؤدي اتضاحها إلى حدوث مشاكل لا حد لها في مجال العمل الطبي الشرعي.
ومن أهم هذه العلامات ما يتضح من وجود أنزفة بالبنكرياس ، وهذه علامة تتضح مبكراً وبعد حدوث الوفاة بساعات قليلة ، وتعطي انطباعاً خاطئاً بأن الحالة كانت نزيفاً التهابياً بأنسجة البنكرياس ، وما لم يتضح وجود علامات أكيدة للالتهاب وعلامات لموت موضعي بالخلايا بأنسجة البنكرياس ، فإنه لا يجوز تشخيص الحالة بأنها نزيف التهابي به ، وإنما تفسر العلامة الزائفة بأنها من التغيرات الرمية المعتادة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]