في تاريخ 23 أبريل عام 2013 غرّد حساب تويتر وكالة أسوشيتد برس عند الساعة الواحدة ظهرًا تقريبًا بخبر عاجل يقول إن هناك انفجارين في البيت الأبيض وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصاب. وبعد أقل من عشرين دقيقة حذفت الوكالةُ التغريدةَ وصرحت أن الحساب تم اختراقه، وأن خبر انفجارات البيت الأبيض غير صحيح وأن الرئيس الأمريكي بخير، ولكن للأسف بعد فوات الأوان، خلال ست دقائق فقط هبط مؤشر داو بواقع مئة وأربعين نقطة وخسرت أسهم الشركات من قيمتها السوقية ما يقارب مئة وثلاثين بليون دولار إلى أن عاد المؤشر إلى الصعود مرة أخرى بعد نفي الخبر.
شبكة الإنترنت، وما تحتويه من وسائل للتواصل الاجتماعي، تعتبر من أهم وسائل نقل المعلومات بين البشر. وكما أن الحقيقة تنتشر من خلالها كذلك ينتشر الكذب، فهي سلاح ذو حدين ولكن حدّي هذا السلاح مختلفان فأحدهما أشد من الآخر. وفي عام 2018 نشر العلماء دراسة في مجلة ساينس حول سرعة انتشار الأخبار الحقيقية مقابل الإشاعات الكاذبة على منصة تويتر، استمرت الدراسة لمدة عشر سنوات تقريبًا من عام 2006 إلى عام 2017 وشملت مئة وستة وعشرين ألف خبر حقيقي ومزيف غرّد بها ثلاثة ملايين شخص بعدد أربع ملايين ونصف مليون مرة: ما بين تغريدة وإعادة تغريد ورد على تغريدة. وقد وجدت الدراسة أن الإشاعات الكاذبة والأخبار المزيفة تنتشر بشكل أسرع وأبعد وأعمق بكثير من الأخبار الحقيقية في مجالات مختلفة مثل السياسة والاقتصاد والعلم والإرهاب والكوارث الطبيعية. ووجدت الدراسة أيضًا أن الإشاعات الكاذبة تكون غالبًا جديدة أكثر من الأخبار الحقيقية، وهذا قد يشير إلى أن الأفراد يميلون إلى مشاركة المعلومات الجديدة وتبادلها.
ومن ملاحظات العلماء أيضًا في هذه الدراسة أن الإشاعات الكاذبة تثير الخوف والاشمئزاز والدهشة كما يتضح من الردود على التغريدات، بينما الأخبار الحقيقية تثير الترقب والحزن والمرح والثقة. وبخلاف ما كان يعتقد، فقد بينت الدراسة أن الحسابات الآلية أو البوتات ساهمت في نشر الإشاعات الكاذبة والحقيقية بالمعدل نفسه، مما يؤكد أن البشر هم العامل المؤثر في نشر الإشاعات الكاذبة بشكل أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية.
في النهاية، إن نقل الإشاعات الكاذبة والأخبار المزيفة قد يؤثر في الاقتصاد والأمن وأحيانًا في صحة وسلامة المجتمع بأكمله، لذلك يجب الحرص على أخذ الأخبار الحقيقية من المصادر الرسمية والموثوق بها.