النباتات والزراعة

العوامل المحددة لمظهر “الغابات” والأنماط التي تتواجد عليها

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الغابات عوامل تحديد مظهر الغابات أنماط الغابات النباتات والزراعة الزراعة

الغابة مساحة شاسعة من الأرض تنمو بها نباتات خشبية تتألف من أشجار مرتفعة تفصلها – في العادة – شجيرات أقصر منها.

وتسمى الغابات بأسماء مختلفة على أساس حجم الأشجار وارتفاعها من ناحية، وتقاربها أو تباعدها من ناحية أخرى. فهناك الأسماء التالية للغابات:

1- الغابات الحقيقية: وتكون الأشجار فيها ضخمة مرتفعة ومتقاربة إلى الحد الذي قد تتشابك عنده الأجزاء العليا أي قممها. وتعرف هذه الأجزاء المتشابكة باسم «الظلة» لأنها تظل ما تحتها من أشجار قصيرة وشجيرات وأية نباتات أخرى.

2- الأدغال: وهي غابات تكون الأشجار فيها متباعدة ومفصولة بشجيرات قصيرة. والأشجار في الأدغال أقل كثافة وضخامة عن مثيلاتها في الغابات الحقيقية.

3-  الأحراش: وهي الغابات التي تندر الأشجار بها وتكون الشجيرات هي النوع السائد. وتتسع المسافات بين هذه الشجيرات، وتنمو الحشائش في هذه المسافات.

 

ويتحدد وجود الغابة ومظهرها والأنواع النباتية التي تنمو بها بثلاثة عوامل هي: الرطوبة المتوافرة، والحرارة العالية، والتربة. أما الرطوبة (الماء) فهي العامل الرئيسي لأنه يجب أن تجد جذور الأشجار حاجتها من الماء في كل الأوقات.

ووجود فصل جفاف في إقليم ما لا يمنع من نمو الغابة إذا كان الماء متوافرا في التربة ويسد حاجة النبات في فصل الجفاف. ومثال ذلك الغابات الموسمية التي تستطيع مقاومة الجفاف فترة تتراوح بين شهر وخمسة شهور.

أي إن العامل الأساسي في وجود الغابة هو توافر الماء سواء كانت الأمطار مصدره أم أنه ماء مختزن في التربة.

 

والعامل الثاني هو الحرارة التي تؤثر في سرعة نمو الأشجار وغزارة فروعها وحجم أوراقها وارتفاعها وضخامتها. والعامل الثالث هو التربة؛ إلا أنه أقل أهمية. وسوف يتضح فيما بعد أثر هذا العامل في تكوين الغابة.

وعلى وجه العموم تعرف الأكسية الخضرية التي تشغل مساحات كبيرة من سطح الأرض بالتكوينات النباتية. وتتأثر هذه التكوينات إما بالعوامل المناخية مثل الرطوبة والحرارة وغيرها، وتسمى تكوينات مناخية، والغابات إحدى صور هذه التكوينات.

وإما بالعوامل التربية مثل صفات التربة الفيزيائية والكيميائية مثل نوع معين من الغابات يسمى غابات الشورة (المنجروف) كما سيرد بعد.

 

والغابات التي يعتمد وجودها على عوامل مناخية هي الأكثر شيوعا، وتنتشر في جميع القارات، ولها أنماط كثيرة أشهرها أربعة أنماط، هي:

1- الغابات الاستوائية المطيرة: وتوجد هذه على جانبي خط الاستواء وفي المناطق التي ينعدم فيها الجفاف ويتوافر المطر والحرارة العالية على مدار العام. ويعد مناخ الغابات الاستوائية المطيرة أفضل مناخ على سطح الأرض لنمو النباتات.

والغابات الاستوائية أشجارها العالية الضخمة كثيفة متشابكة القمم، وهي غنية بالأنواع النباتية حتى ليصعب أن تجد شجرتين من نفس النوع تنموان متجاورتين.

وتكثر بها النباتات المتسلقة والنباتات العالقة وكلاهما نباتات ضعيفة السوق لأنها لا تستطيع أن تنمو قائمة بذاتها، فتتسلق وتعلق بغيرها كي تعلو وتحصل على حاجتها من الضوء.

 

وللغابات الاستوائية المطيرة المظهر الخارجي نفسه في جميع المناطق التي توجد بها، ولا يتغير هذا المظهر على مدار السنة.

وتكون الأشجار فيها ثلاثة طوابق أو ثلاثة ارتفاعات: أعلاها نحو 35 مترا، وأوسطها نحو 20 مترا، وأدناها نحو 10 أمتار.

ويوجد تحت هذه الطوابق الثلاثة طابق الشجيرات والأعشاب الطويلة، يليه طابق من أعشاب قصيرة، ثم أنواع من نباتات غير مزهرة تسمى السراخس، تليها أنواع من الحزازيات، ثم أنواع من الطحالب تفترش أرض الغابة، وأنواع من الأشن نامية على جذوع الأشجار. ومن أمثلة أنواع الغابات الاستوائية أشجار الماهوجني وأشجار الكاكاو.

 

2- الغابات المدارية: وتوجد في المناطق المدارية الواقعة بين مداري السرطان شمالا والجدي جنوبا ويتناوب فيها فصل مطير مع فصل جاف. ويوجد نمطان من الغابات المدارية:

أ- غابات مدارية ذات خضرة شبه دائمة، وتوجد في المناطق التي يتراوح فيها فصل الجفاف من شهر إلى ثلاثة. وفي هذه الغابات تسقط أوراق الأشجار المكونة للطوابق العلوية دون غيرها. أما الأشجار والشجيرات المكونة للطوابق السفلية فتبقى دائمة الخضرة. ولذلك توصف هذه الغابات بأنها ذات خضرة شبه دائمة.

ب- غابات مدارية رطبة متساقطة الأوراق، وتنتشر في المناطق ذات الصيف المطير والشتاء الجاف. وتوجد هذه الغابات في شرقي أفريقيا وتعرف في الهند بالغابات الموسمية، ومن أمثلة نباتاتها أشجار السنط واللبخ.

 

3- غابات متساقطة الأوراق صيفا: وتوجد في شرقي أمريكا الشمالية وفي وسط وغربي أوروبا وشرقي آسيا. وتعرف هذه المناطق بالمناطق المعتدلة وتقع بين خطي عرض 45° و58°.

 

4- غابات المخروطيات ذات الأوراق الإبرية دائمة الخضرة: وتحتل مساحات واسعة في نصف الكرة الشمالي، ولا توجد في النصف الجنوبي، وذلك لعدم ملاءمة المناخ لنموها. ويسود في هذه الغابات الأنواع النباتية المحبة للظل، مثل أشجار التنوب والصنوبر.

وهي ليست غنية بأنواعها مثل الغابات الاستوائية، وقد تتكون من نوع نباتي واحد، مثل غابة الصنوبر أو غابة التنوب.

والمظهر العام لأشجارها هو الشكل المخروطي، والأوراق أسطوانية إبرية الشكل. وتمثل هذه الخصائص الشكلية (المورفولوجية) حماية للشجرة وفروعها وأوراقها فلا تتحطم تحت وطأة الجليد المتساقط.

 

وكما ذكرنا سابقا، الأنماط السابقة من الغابات هي صور ما يعرف بالتكوينات النباتية المناخية لأن وجودها يعتمد على العوامل المناخية (الرطوبة والمطر).

غير أنه توجد تكوينات أخرى تعرف بالتكوينات النباتية التربية يعتمد وجودها على عوامل التربة، وهي صفاتها الفيزيائية والكيميائية.

وعلى ذلك فإنه يوجد نوع آخر من الغابات يتحدد وجوده بعوامل التربة مثل غابات الشورة أو القرم (المنجروف) التي توجد في تربة لزجة مشبعة بالمياه عالية الملوحة.

 

وتوجد هذه التربة على شواطئ بعض الخلجان وبعض البحار في أماكن معينة على سطح الكرة الأرضية، وتستوطنها أنواع نباتية معينة أشهرها نبات الشورة أو ابن سينا.

ولا توجد هذه الغابات في أوروبا، ولكن توجد في بعض المناطق بأمريكا وبعض بلدان وطننا العربي مثل مصر ودول الخليج.

وتنتشر الغابات في جميع قارات العالم. وقد وجد في إحدى الإحصائيات أن الغابات تشغل مساحات قدرها حوالي 28% من قارة آسيا، وحوالي 44% من أمريكا الجنوبية، وحوالي 26% من أمريكا الشمالية، وحوالي 30% من أوروبا، وحوالي 10% من أفريقيا، وحوالي 6% من أستراليا.

 

أما أهم أشجار الغابات فهي أشجار السدر والسرو والتنوب والشوكران والصنوبر والكستناء والدردار والإسفندان والبلوط في أمريكا الشمالية، وأشجار الأبنوس والسدر والماهوجني في أمريكا الجنوبية، والصنوبر والتنوب والبلوط والزان والتامول والزيزفون الاوروبي في أوروبا.

والابنوس والسرسوع في آسيا، والصنوبر الأبيض والأحمر والزان والسنط والكافور في أستراليا. ويلاحظ أن شجرة البلوط (السنديان) هي أضخم أشجار الغابات على وجه العموم.

وتعد الغابات ذات قيمة عظيمة، فهي تعمل على تلطيف الجو والحرارة، وتساعد على حفظ موارد الماء وتنظيم دورة الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون في الطبيعة، وفي ضبط الفياضانات بمنع جريان المياه، كما أن الجذور العميقة للنباتات تثبت التربة وتجعل حبيباتها متماسكة.

 

وتهيئ الغابات المراعي للحيوانات المختلفة، كما أن منتوجاتها كانت في خدمة الإنسان منذ بدء التاريخ.

فهي دائما مصدر للأخشاب المستعملة في البناء وفي صناعات الوقود (الفحم) والورق والأثاث. وأخشاب الغابات هي مصدر الفلين والمطاط والأصباغ ومواد دباغة الجلود والزيوت والعقاقير وغيرها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى