العلوم الإنسانية والإجتماعية

الفوارق المتواجدة بين الجنسين في العديد من المجالات

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

الفوارق المتواجدة بين الجنسين العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يصف البعد الجنساني الطريقة التي تتفاعل بها الفوارق المنظَّمة ثقافيًا بين الرجل والمرأة مع الممارسات العلمية والتقانة ومعانيها المتنوعة تاريخيًا واجتماعيًا.

فالثقافات والممارسات العلمية والتقانية تشكِّل العلاقات الاجتماعية بين الجنسين، وهي بدورها تتشكَّل بفعل هذه العلاقات (انظر Cook, Connell, 1985; Collins, 1991 Harding; 1991, 1987, Harding. 1986; and Fonow. 1991; Lorber and Farrell. 1991; and O'Barr. 1987 Zuckerman et al..1991;)

وهكذا فإن العلم والتقانة اللَّذَين يوجدان في كل ثقافة هما، جزئياً، نتيجة للعلاقات المحلية والعالمية بين الجنسين؛ والعلاقةُ بين الجنسين في كل ثقافة هي جزئيًا، نتيجة التغيُّرات العلمية والتقانية الماضية على الصعيدين المحلي والعالمي.

وبقدر الاختلاف بين المرأة والرجل في الأشياء التي يود كل منهما أن يعرفها عن الطريقة التي تعمل بها الطبيعة، فسوف يميلان إلى طرح أسئلة مختلفة ووضع مشروعات علمية مختلفة – مشروعات، ككل المشروعات العلمية – يمكن أن تقوم بها النساء والرجال على السواء.

ويستفيد الإطار المفاهيمي هنا من موارد عقدين من الدراسات الجنسانية وما لا يقل عن ثلاثة عقود من الدراسات التاريخية والاجتماعية للعلم والتقانة في الشمال والجنوب.

ويمكن أن نلخِّص بإيجاز موضوعين رئيسيين في هذه الدراسات لهما أهمية في فهم كيفية تفاعل العلاقات بين الجنسين مع مؤسسات ومشروعات العلم والتقانة.

 

الفوارق بين الجنسين

مع أن الرجل والمرأة مختلفان بيولوجياً، فإن الشبه بينهما يكون في كثير من الأحيان أقرب كثيراً مما توحي به الثقافة المحلية.

أما كيف يفكر الناس في الفوارق البيولوجية، وكيف يخصصون أنشطة اجتماعية على أساس إدراكهم هذه الفوارق كما يدركونها، وكيف تؤثر مشروعات العلم والتقانة تأثيراً مختلفاً في النساء والرجال، فهذه أمور تختلف من ثقافة إلى أخرى.

فالجنسانية هي هذا الإسهام الاجتماعي في العلاقات بين الرجال والنساء. وغالبًا ما يُفترض أن الجنسانية هي مجرد طريقة للإشارة إلى المرأة، أو إلى توزُّع النساء والرجال، مثلاً، في الجامعات والتخصصات العلمية وغير ذلك من الوحدات الاجتماعية.

غير أن هذا الاستعمال يخفي جوانب مهمة أخرى من جوانب العلاقات بين الجنسين، كالمدلول الاجتماعي لكل من الرجولة والأنوثة، وكذلك، وهذا هو الأهم، الطرق التي تشكِّل بها المصالح والقيم المختلفة ثقافيًا لكل من الرجال والنساء أنشطةً ومنظماتٍ ومشروعات اجتماعية معينة – بما في ذلك الأنشطة والمنظمات والمشروعات العلمية والتقانية.

 

وينحو كل من المرأة والرجل إلى التفاعل مع الطبيعة بطريقة مختلفة، ليس بسبب اختلافهما البيولوجي فحسب، ولكن أيضاً لأنه يُخصِّص لكل منهما دور اجتماعي وأنشطة تختلف عما يخصَّص للآخر، ومن ثم يكون لكل منهما اهتمامات بطريقة عمل الطبيعة وما تقدمه من موارد وما يكتنفها من أخطار، واحتياجات منها وآمال فيها تختلف عن اهتمامات الآخر واحتياجاته وآماله.

وعلاوة على ذلك، توحي الأدلة بأن النساء يملن إلى ترتيب مختبراتهن ومشروعاتهن العلمية الأخرى بطرق تختلف نوعاً ما عن طرق الرجال، ومن الطبيعي أن يكون للطريقة التي تنظَّم بها المشروعات العلمية أثر في ما نعرفه في نهاية المطاف عن عمليات الطبيعة. ومما له صلة بهذا الموضوع دراسات عديدة عن التركيبة الجنسانية للمنظمات (Mills: Kanter, 1997; Acker, 1992 and Tancred, 1991).

وهكذا نجد أن اختلاف التفاعلات مع الطبيعة بحسب اختلاف الجنس يتحقق من خلال الاختلافات في البيولوجيا وفي المعتقدات والمصالح الاجتماعية وفي تنظيم إنتاج المعرفة. ولهذه الأسباب، فإن التغيرات العلمية والتقانية تترك آثاراً مختلفة في النساء والرجال في أية ثقافة أو ثقافة فرعية.

 

وعلاوة على ذلك، إلى الحدّ الذي تُستثنى فيه النساء من المشاركة من تعيين ما ينبغي أن يشغلن أنفسهن به من العلم والتقانة، فإن ما تعرفه الثقافة – أيُّ ثقافة – عن الطبيعة يمثل بدرجة أكبر مصالح الرجال واحتياجاتهم وآمالهم.

ويمكن الحصول على معرفة متعمقة قيِّمة بتوجيه السؤال التالي: إذا عكسنا الأدوار المخصصة حاليًا لكل من الجنسين، مثلاً، في المشروعات العلمية والتقانية، فإلى أيِّ مدىً ستختلف معرفتنا للطبيعة عن معرفتنا الحالية لها؟

في كثير من مجالات البحث ربما لن تختلف أبداً؛ ولكن في مجالات كثيرة أخرى من المرجح أن تختلف. ولعل من المفيد أن ننظر وندرس كيف يمكن أن تتغير الأولويات العلمية والتقانية والصور التي نصور بها الطبيعة إذا تولت النساء إدارة المؤسسات الصحية الوطنية والدوائر المعنية بتنظيم البيئة، والسياسات الزراعية الإقليمية، ومشروعات استئصال الفقر، وبوجه عام – إذا كنَّ ممثِّلات تمثيلًا أكبر في أجهزة صنع السياسة في الحكومات وفي المجالات العلمية والشركات المتعددة الجنسيات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى