المحكمات المستخدمة لتحديد حالات فقدان الشهية العصبي
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
تحديد حالات فقدان الشهية العصبي الطب
لا يتحدد فقدان الشهية لدى المراهقين والراشدين من الجنسين بمجرد سؤال المريض، كما لا يتحدد من مجرد النظر بشكل عام إلى أبعاد جسمه، ولا بقياس وزنه فقط دون الإشارة إلى طوله وجنسه وعمره، ولكن فقدان الشهية يتحدد بعدة طرق أهمها أربع كما يلي:
أولا: توافر محكمات معينة.
ثانيا: قياس الوزن بالنسبة إلى الطول والجنس.
ثالثا: الفحص الطبي.
رابعا: المقاييس النفسية.
ونعرض لهذه الطرق في هذا الفصل بشيء من التفصيل.
أولاً: محكمات فقدان الشهية
نقصد بالمحكمات هنا الشروط الواجب توافرها في الفرد ذاته حتى نحكم عليه بأنه حالة من حالات فقدان الشهية العصبي، وتبعاً للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية.
فإن محكمات فقدان الشهية العصبي أربعة على النحو التالي:
1- رفض الاحتفاظ بوزن الجسم في المعدل الطبيعي أو فوقه، ذلك المعدل المتناسب مع العمر والطول.
2- خوف عميق من أن يصبح الفرد بديناً، حتى لو كان تحت المعدل الطبيعي في الوزن.
3- اضطراب في إدراك وزن الجسم أو شكله، بحيث يرى الفرد نفسه على أنه بدين، حتى عندما يكون أقل من الوزن الطبيعي، أو إنكار خطورة الوزن المنخفض الراهن للجسم.
4- يحدث (لدى الإناث) انقطاع ثلاث دورات حيض متتالية على الأقل.
وقد ورد في مراجع الطب النفسي وعلم النفس المرضي – قبل صدور الدليل التشخيصي الرابع – تفصيل لمحكمات عديدة، نورد أهمها فيما يلي:
(1) فقد الوزن
يجب أن يكون هناك فقدان للوزن نتيجة الانخفاض الشديد في كمية الطعام الذي يتناوله الشخص، حيث يحدث في بعض الحالات رفض فعلي للطعام، في حيث يحدث في حالات أخرى (وهي الغالبية العظمى) تقليل لكمية الطعام إلى مجرد الحد اللازم للاحتفاظ بسير الوظائف الحيوية الأساسية لدى الفرد. وتفقد المريضة (فالغالبية من النساء) على الأقل 10% من وزنها السابق.
وقد اختلف العلماء حول هذه النسبة الأخيرة، حيث أصر بعضهم مثل "كوب" Cobb على نسبة 20%.
(2)انقطاع الحيض في حالة النساء
يجب أن يكون هناك انقطاع الطمث Amenorrhea لمدة ثلاثة أشهر متواصلة على الأقل، وذلك بشرط أن تتصف دورة الحيض بالانتظام قبل ذلك. أما إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة فتمتد فترة انقطاع الطمث لمدة ستة أشهر أو أكثر.
وقد ضم بعض الباحثين في المجال العَرَض الخاص بقلة الحيض Oligomenorrhea بوصفة محكاً أو شرطاً من الشروط التي تجعلنا نحكم على الحالة بأنها تدخل في فئة فقدان الشهية العصبي.
وعلى أية حال فليست كل مريضات فقدان الشهية العصبي تعانين من انقطاع الطمث (ولا سيما في حالات فقدان الشهية المتوسط)، ولكن يظهر انقطاع الطمث لدى الإناث اللاتي يعانين من فقدان الشهية العصبي الحاد.
وقد كشفت إحدى الدراسات عن تلاشي ظهور الحيض لدى 38% من المرضى لا سيما بعد فقدان كمية كبيرة من الوزن.
(3) عدم ظهور مؤشرات لاضطرابات أخرى تعد سبباً أساسياً لفقدان الشهية
يجب ألا تظهر مؤشرات للفصام (وهو مرض عقلي) أو الاكتئاب الحاد (الانقباض والحزن واليأس) أو الأمراض العضوية، بحيث تكون هذه الأمراض هي الأسباب الأساسية لفقدان الشهية العصبي.
ومع ذلك فإن علاقة فقدان الشهية العصبي بالمزاج الاكتئابي علاقة معقدة، فالملاحظ أن الاكتئاب شائع في حالات فقدان الشهية العصبي، وفضلاً عن ذلك يتسم المزاج في هذه الحالات بعدم الاستقرار والتغير والتقلب.
ومع ذلك يمكن تمييز الصور الإكلينيكية "للاكتئاب المستتر" عن حالات فقدان الشهية العصبي. وسوف نفصل علاقة فقدان الشهية العصبي ببقية الاضطرابات النفسية والعقلية في الفصل السادس، كما سنميز بينها.
ويجب أن نشير إلى أن بعض الباحثين يعتقدون أن تجويع الذات (وهو التسمية الأخرى لفقدان الشهية العصبي) شكل من أشكال الانتحار، ولا تخفى – بطبيعة الحال – العلاقة الوثيقة بين الاكتئاب والانتحار.
كما يفترض بعض الباحثين أن الاكتئاب الهوسي (أي الحالات المتناوبة من الضيق والسرور) من الاضطرابات التي تندرج تحت طائفة فقدان الشهية العصبي، والعكس كذلك يمكن أن يكون صحيحاً.
ويعاني بعض مرضى فقدان الشهية العصبي من أعراض متنوعة أهمها: الانسحاب والعزلة عن الآخرين، والعداء، أو المشاعر العدائية تجاه الآخرين، و "البارانويا" أو الشعور بالاضطهاد.
فضلاً عن أن بعض المرضى يعانون من الهلوسات أو الإدراكات الخاطئة المتعلقة بالمذاق، ولكن تتلاشى هذه الأعراض مباشرة عندما تتحسن حالة المريض.
وفي حالات فقدان الشهية العصبي لا تظهر الأمراض فيما عدا الأنيميا ونقص الفيتامينات، وهما حالتان تظهران غالباً بعد أن يكون الاضطراب قد استقر واستمر فترة غير قصيرة (17 ص 6).
هذه أهم المحكات التي استخدمت بنجاح لتحديد حالات فقدان الشهية العصبي تبعاً لمعيار الطب النفسي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]