المسالك الهوائية

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

ررغم أن الجسم يستطيع البقاء دون غذاء أو ماء لفترة من الوقت، إلا أنه بحاجة مطلقة للتزوُّد المستمر بالأكسجين. ويرجع ذلك إلى سببين. الأول، هو أن كل خلية من بلايين الخلايا الموجودة في الجسم بحاجة إلى الأكسجين لإطلاق الطاقة المحجوزة في الغلوكوز وجزيئات الوقود الأخرى. وهذه الطاقة مطلوبة لتشغيل العديد من ردود الأفعال التي تحدث في الخلايا التي تسمح لها بالعمل كوحدات حيّة. والثاني، هو أنه لا يمكن تخزين الأكسجين في الجسم. يقوم الغلوكوز بإطلاق الطاقة بمشاركة

الأكسجين في مُتقدِّرات الخلايا بواسطة تنفس الخلايا (انظر الصفحات 6-7)، وهذه عملية تطلق ثاني أكسيد الكربون (والماء) كناتج فضلات.

ومصدر الأكسجين هو الهواء الذي يحيط بالجسم. وحسب الحجم، فإن الأكسجين يشكل حوالي 21 % من الجو في مستوى سطح البحر. بيد أنه من غير الممكن امتصاص الأكسجين عن طريق سطح

الجلد وإعطاؤه لجميع خلايا الجسم. وبدلاً عن ذلك يقوم الجهاز التنفسي باستنشاق الهواء إلى داخل الجسم، ويسهل عملية دخول الأكسجين إلى مجرى الدم الذي يحمله إلى جميع خلايا الجسم. ويقوم الجهاز التنفسي في ذات الوقت بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون – الذي يمكن أن يسمم الجسم إذا ما سُمح له بالتراكم – وطرده من الجسم إلى الجو.

يتألف الجهاز التنفسي من الرئتين (انظر الصفحات 76-77) – اللتين من خلالهما يدخل الأكسجين إلى مجرى الدم ويغادر

ثاني أكسيد الكربون منه – والمسالك (المجاري) الهوائية – الأنف، والبلعوم (الحلق)، والحنجرة، والرغامى والشُعب الهوائية – التي تحمل الهواء بين الرئتين والجو كما نَصِفُها أدناه. يتم شفط الهواء إلى داخل الرئتين، ودفعه خارجهما، من خلال عملية التنفس.