المصائب التي أحلت على الحسين بن سينا في مدينة بخارى
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الحسين بن سينا مدينة بخارى التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
الرحيل عن بُخارى
حقاً إن المصائب لا تأتي فُرادى! فقد مُني أبو علي بمصائب ثلاث.
فقد اشتدَّ المرض مرَّة أخرى بالأمير نوح، وكانت التوتُّرات العصبية التي يُسبِّبها له أمراء الأقطار التابعة له تزيد من هذا المرض وتضاعفه عليه.
ولم تُفلح هذه المرة في علاجه وشفائه أدوية أبي علي، فأسلم الأمير روحه إلى بارئها- وكانت هذه هي المصيبة الأولى.
وأما الثانية، فكانت احتراق مكتبة القصر عن آخرها. ومع أن أبا علي كان ليلة الحريق في بيته مع أصدقائه ولم يغادره فقد تحدث العلماء، من الحاسدين لأبي علي والحاقدين عليه، عن أنه هو الذي أحرقها حتى لا يعرف أحد سواه ما كان في كتبها من علوم ومعارف.
وعبثاً راح أساتذة أبي علي الأحياء يدافعون عنه. ولزم أبو علي بيتَه حزيناً ينتظر خمود الشائعة واستقرار الأوضاع في أرجاء دولة بني سامان.
وأما ثالثة الأثافي، فقد كانت ذات صباح بلغ فيه أبو علي الثانية والعشرين من عمره. صحا من نومه على أصوات في قصر أبيه تعلن – بالنحيب والبكاء- وفاته. وصدمت اللحظة أبا علي وبُهت، ولشدَّة حزنه على أبيه استعصى الدمع عليه.
ولما مرت المحنة على أهل القصر، تساءل أبو علي: ماذا أفعل؟ ولم يجد بدّاً من الرَّحيل عن بُخارى، هارباً من مدينة فقد فيها أميره، وودَّع بها أباه، واتُّهم فيها ظلماً بحرق مكتبةٍ نادرة، مدينة تغرب شمسها ويذوي مجدها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]