المواد التي ينثرها البركان عند ثورانه ومدى تأثيرها على البيئة

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

المواد التي ينثرها البركان عند ثورانه علوم الأرض والجيولوجيا

يتكون باطن الأرض من مواد منصهرة تحجبها قشرة الأرض الخارجية .  وحينما تحدث زيادة في الحرارة الباطنية فإن هذا يؤدي إلى انصهار الصخور في القشرة الأرضية .  وبرزت الصخور المنصهرة التي تعرف باسم "الصهارة" إلى السطح وتكون مسؤولة عن بعض الثورات البركانية .

وتلعب الثورات الركانية وما يصاحبها من انبعاث طاقة هائلة ، دوراً رئيسياً في تشكيل أجزاء واسعة من القشرة الأرضية .  وتشكل البراكين مصدراً رئيساً للملوثات البيئية ، إذ يقذف البركان مع حممه بالغازات والسوائل والأجسام الصلبة . 

وتتكون الغازات في معظمها من النتروجين وثنائي أكسيد الكربون وكلور الهيدروجين وفلور الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين وبخار الماء .

وقد دلت الإحصائيات على أن البراكين تعتبر مصدراً لثلثي كمية الكبريت التي تطلق في الأجواء .  ونلاحظ على سفوح جبل سانت هيلانة ترسبات كبريتية قرب موقع البركان الذي انفجر آخر مرة عام 1980 . 

فحينما ينطلق غاز كبريتيد الهيدروجين عند درجات الحرارة العالية يتأكسد بفعل أكسجين الهواء ليكون في النهاية عنصر الكبريت .

وتساهم ثورات البراكين في تكوين ما يسمى بالمطر الحمضي وله تاثير طويل المدى على الأحوال الجوية .  إن القوة الهائلة للثورة البركانية تدفع بكميات كبيرة من الغاز إلى طبقات الجو العليا حيث يتأكسد ثنائي أكسيد الكبريت إلى ثلاثي أكسيد الكبريت.

هذا الذي يتفاعل بدوره مع الماء مكوناً حمض الكبريت على شكل جسيمات دقيقة معلقة في الهواء .  وتبقى غمامات حمض الكبريت في طبقات الجو العليا إلى مدة قد تزيد على العام .

وتمتص جسيمات حمض الكبريت الأشعة الشمسية ، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في أجواء الأرض .  لكن هذا الأثر التبريدي يتغير محلياً وليس كونياً ، لأنه يعتمد على موقع وتكرارية حدوث الثورات البركانية .