الموسيقى الشعبية

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

Popular Music
كان دائماً هناك موسيقى شعبية، ولكن حتى القرن العشرين كان الناس يستمعون للألحان الشعبية حين كان يغنيها الموسيقيون أو يعزفونها بشكل مباشر فقط. تسجيل الأصوات الذي اخترع عام 1878 غيرّ إلى الأبد الطريقة التي يستمع فيها الناس إلى الموسيقى.

أول الأسطوانات، كانت مصنوعة من الشمع والبلاستيك، مكنّت الناس من الإستماع إلى موسيقاهم المفضلة في البيت والنوادي والحانات.

ابتُكرت ثلاثة من أكثر أنماط موسيقى القرن العشرين شعبيةً على يد أمريكيين من أصول أفريقية في جنوب الولايات الأمريكية. موسيقى الجاز، التي تعزف على الآلات النحاسية وآلات النفخ، كان يرافقها الرقص والمسيرات في الشوارع. أما موسيقى البلوز العاطفية فكانت تعبّر عن الحب والمعاناة، والموسيقى الإنجيلية التي تؤديها جوقات الكنائس مزجت بين أنغام التراتيل وموسيقى الجاز والبلوز.

صارت الموسيقى الإنجيلية وموسيقى البلوز – التي كان يغنيها العبيد الأفريقيون – شائعة في جوقات الكنائس. وقد أثر صوتها المفعم بالحيوية على موسيقى الروك والبوب. اندمجت موسيقى البلوز والجاز لتؤلّف موسيقى الإيقاع والبلوز.

 في الخمسينيات من القرن العشرين مزج الموسيقيون الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية الموسيقى الريفية وموسيقى الغرب الأمريكي التي يعزفها الأمريكيون البيض مع موسيقى الإيقاع والبلوز التي يعزفها الأمريكيون من أصل أفريقي ليشكلوا صوتاً جديداً ومثيراً، وهو موسيقى الروك أند رول. وتُعزف تلك الموسيقى باستخدام الغيتارات التي تساندها الطبول وإيقاعها الصاخب، ما جعل الرقص على أنغامها شيئاً رائعاً. وكانت تعبّر موسيقى الروك أند رول بالكلمات عن مشاعر الكثير من المراهقين – فقد كانوا جريئين ومتمردين وغاضبين ووسيمين وقلقين وسعداء وحزينين – وأحياناً تعبّر عن جميع تلك المشاعر في آن واحد.
في أواخر الستينيات من القرن العشرين أخذت الفرق الموسيقية بالمزج بين موسيقى الروك أند رول والجاز والبلوز مستخدمة أجهزة إلكترونية لتضخيم الصوت، وبهذا ابتكرت نمطاً جديداً يعرف باسم “الروك.”
قامت محطات الإذاعة ومحلات الإسطوانات بجمع قوائم لأكثر الأغاني شعبية، وبهذا صار بيع الإسطوانات تنافسياً بين مؤديي موسيقى البوب في محاولة للحصول على شعبية أكبر بحيث يتم إدراجهم على قوائم الإسطوانات الأكثر مبيعاً.

مع حلول أواخر القرن العشرين، حوّلت الإسطوانات المدمجة وأشرطة فيديو البوب وعازفو الموسيقى والإنترنت الموسيقى الشعبية إلى صناعة تمتلك ملايين الدولارات.

كان أشهر مغني للروك أند رول المغني الأمريكي إلفيس بريسلي (1935-1977) المعروف لدى معجبيه باسم “الملك.” وكان إلفيس مشهوراً بوسامته المزاجية وبملابسه المدهشة التي كان يرتديها على خشبة المسرح وبأسلوبه الإستفزازي في الرقص والغناء، وقد صار أول نجم عالمي للروك أند رول، فأينما ظهر كان الآلاف من معجبيه الصارخين يتجمهرون حوله.

موسيقى الركيه هي نوع من الموسيقى الراقصة القادمة من جمايكا والمعروفة باستخدامها لإيقاع ثقيل غير تقليدي، وقد اكتسبت شهرة عالمية في السبعينيات من القرن العشرين على يد بوب مارلي (1945-1981) وفرقته (ذا ويلرز). وكانت موسيقى الركيه إحدى أوائل الأساليب الموسيقية البديلة التي كان لها تأثير كبير على موسيقى البوب.