الكيمياء

النتائج التي توصل لها العالم “كافندش” من انفجار غازيّ الهيدروجين والأكسجين

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

انفجار غازيّ الهيدروجين والأكسجين كافندش الكيمياء

إنفجارات غير مقصودة

كان أول منطاد ملئ بالهيدروجين وطار في عام 1783 . وكان ذلك تطبيقاً لما قاله أحد الإيطاليين من أن الهيدروجين أخف العناصر.

حيث أثبت عام 1781وهو بإنجلترا أن فقاعة من الصابون ممتلئة به باستطاعتها الارتفاع إلى أعلى كما صنع جاك شارل، عالم الطبيعيات الفرنسي الشهير ، منطاداً ممتلئاً بالهيدروجين فطار هذا المنطاد بنجاح ولكن بغير ركاب.

وقام بعض الفلاّحين المذعورين بتدميره عندما هبط على بعد خمسة عشر ميلاً من باريس، وفي عام 1785 انفجر منطاد ممتلئ بالهيدروجين وقُتل ركابه .

وفي عام 1937 . انفجر "القصر الطائر" بنيوجرسي فقُتل من به وكانوا ستة وثلاثون راكباً، وكان هذا المنطاد يحتوي على 7 مليون قدم مكعبة من الهيدروجين وكان قد عبر الأطلنطي غير ذي مرة .…. وانفجارات مقصودة !

 

وفي أثناء حدوث كل تلك الإنفجارات غير المقصودة للمناطيد الممتلئة بالهيدروجين كان العلماء يُحدثون في المعامل انفجاراتٍ أخرى مقصودة .

فقد وصلت إلى الجمعية الملكية تقارير علمية تخبر بتجارب اشتعل فيها الهيدروجين مكوناً ندىً . ذلك أن مُجرِّباً إنجليزياً كان قد فجَّر الهيدروجين داخل إناء مقفل بواسطة شرارة كهربائية ، فلاحظ تكون بخار ماء داخل الإناء .

كما أن مُجَرِّباً فرنسياً قد جعل طبقاً من الصيني فوق شعلة هيدروجين فلاحظ أن الطبق قد ابتل. كما فجَر بريستلي الهواء والهيدروجين داخل إناء زجاجي كثيف .

 

التوصل إلى تركيب الماء

كان الإنفجار الذي يحدث داخل إناء زجاجي، ثم هذا البلل الذي يُشاهد، سبباً في رسوخ فكرة عميقة في رأس كافندش .

فذهب إلى معمله وأجرى ، غير ذي مرة، تجارب أوصلته إلى معرفة التركيب الحقيقي للماء، وهو أن جزئين من الهيدروجين ينتجان الماء باتحادهما مع جزء واحد من الأكسجين.

وقد خلط كميات هائلة من الأكسجينوالهيدروجين لينتج وزناً من الماء يساوي وزن الغازين الأصليين.

كما اكتشف كافندش أثناء تجاربه أن عشرين في المائة من الهواء هي أكسيجين . وقد توصّل إلى هذه النتيجة عن طريق تحليله الدقيق لانفجار الهيدروجين والأكسيجين .

 

عندما تُمطرُ السماء … سماداً !

لاحظ عالمنا كذلك وجود كمية صغيرة من الحمض عندما يتحد الهواء بالهيدروجين عن طريق شرارة كهربائية. وقد تابع تجاربه في هذا الخصوص حتى توصَّل إلى اكتشاف النيتروجين الموجود في الهواء .

وقد أدرك أن الأكسيجين يتحد مع الغاز الأخير عندما تكون هناك شرارة كهربائية، وهو الأساس الذي تقوم عليه أصلاً عملية إنتاج المخصِّبات الطبيعية.

 

إذ يتحد النيتروجين مع الأكسيجين في أثناء تفريغ الشحنات الكهربائية الموجودة بالبرق ثم يهبط الناتج مع المطر سماداً هابطاً من السماء!.

ويبين الشكل رقم (215) جهاز كافندش لقياس الغازات وتحليلها ، كما يبين شكل رقم ( 216 ) الجهاز الذي أثبت به كافندش أن الهواء يتكون معظمه من غازي الأكسيجين والنيتروجين .

 
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى