النعجة دولي
2013 لمن الرأي في الحياة؟
جين ماينشين
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كانت النعجة دولي مفاجأة تامة للذين لم يولوا اهتماماً لما يجري في علم التوالد في عالم الزراعة – وهم الجميع تقريباً.
فقد ظهرت في المشهد كما لو أنها شخصية في فيلم خيال علمي. ووجد "مخلّقوها" أنفسهم فجأة مقحمين تحت أضواء جدال دولي.
بيد أن المهتمين كانوا مستعدين، بل إن المنشأة البحثية نفسها، معهد روزالين في اسكتلندا، أعلنت قبل بضعة أشهر فقط أن علماءها أنتجوا حملاناً بنقل خلايا من أجنّة إلى بيوض مستأصلة تماماً. هذا هو الاستنساخ، والشيء الوحيد الجديد حقاً حياله هو أنه أنتج الآن ثديياً كاملاً.
وكان روبرت بريغز وتوماس كينغ ثم جون غوردون قد أظهروا، وكثير غيرهم، أن من الممكن نقل نوى من أجنّة، حتى في مراحل مبكّرة، إلى بيوض لتشكيل أنواع من الهجائن التي تشكّل نسخاً وراثية من المانح. وهكذا لم يكن هذا الجزء جديداً.
كان تجاوز ما شاع اعتباره حاجزاً ثديياً أمراً جديداً حقاً، وصادماً ومخيفاً للعديدين. عندما ظهرت القصة عن استنساخ ضفادع، تفاعلت وسائط الأخبار ببعض الاهتمام في البداية، ثم فقدت اهتمامها لاحقاً.
وبما أن نتائج الاستنساخ السابقة في سنة 1997 كانت عن الخراف واستخدمت النهج والتقنيات التي اتبعها آخرون منذ عقود، وبما أن معهد روزالين لم يحدث جلبة بشأن نتائجه، فقد تلاشى ذلك الاهتمام المحموم بسرعة. لكن الأمور كانت مختلفة مع "دولي".
ولدت "دولي" في أواخر سنة 1996، وهي نعجة معافاة، لكن الباحثين استغرقوا وقتاً في كتابة البحث الذي يعلن عن ولادتها. أرادوا أن يعرضوا النتائج بصيغة علمية تم إقرارها كي يستطيع آخرون اتباع إجراءاتهم وإعادة إنتاج التجربة.
وأرادت الشركة الراعية، بي بي إل ثيرابيوتكس المحدودة (PPL Therapeutics Ltd.) السعي لتسجيل براءة تقنيات الاستنتساخ المستخدمة، واستغرق ذلك وقتاً. وقد قدّموا البحث في نهاية المطاف إلى المجلة البريطانية نيتشر، وهي واحدة من اثنتين من أرقى المجلات العلمية، وبعد عملية مراجعة عاجلة قُبل البحث في 10 كانون الثاني/ يناير. اعتبرت نيتشر البحث خبراً مهماً ودفعته إلى الطباعة في نسخة 27 شباط/ فبراير 1997.
تصدر نيتشر، على غرار المنشورات العلمية الرائدة، نشرة صحفية يوم الجمعة الذي يسبق تاريخ النشر. و"تُحظر" الأخبار رسمياً إلى ما قبل أيام من تاريخ النشر، وتهدف هذه الفترة الفاصلة الإضافية إلى السماح للمراسلين بدراسة القضايا وكتابة أفضل الأخبار المستندة إلى المعلومات عندما يُرفع الحظر.
وتأمل المجلات العلمية أيضاً بتحقيق مزيد من الدعاية لأخبارها بتقديم هذا التنبيه. يحقّق هذا النهج نجاحاً جيداً في العادة، وبما أنه يُنتظر من الكتاب العلميين تغطية كل المجالات العلمية ولا يمكن أن يكونوا خبراء في كل ما ينشر، فإنهم يقدّرون هذه الفترة الفاصلة الضئيلة.
وفي بعض الأحيان يفاجئ خبر المراسلين باعتباره مهماً، أو تصل النشرة إلى محرّر متلهّف أو "مسرّب أخبار" منعدم الضمير، وينتهك الحظر.
حدث ذلك مع خبر "دولي". ففي يوم الخميس 20 شباط/ فبراير، خرجت رسالة من مجلة نيتشر بالبريد الإلكتروني إلى المراسلين العلميين.
وأوضح الموجز أن "النعجة على غلاف هذا الأسبوع أنشئت من خلية بيضة واحدة استُبدلت بنواتها نواة من خلية غدة ثديية لنعجة بالغة. وربما تكون أول ثديي ينشأ من خلية مستمدّة من نسيج بالغ". وتابع الخبر، "إن نتائج هذا العمل بعيدة الأثر". ويوم الجمعة حصل المراسلون على البحث نفسه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]