علوم الأرض والجيولوجيا

النينيو « El Niño»

2012 دليل الطقس

روس رينولدز

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

إنّ النينيو ليس بجديد، وربما حدث على فترات لآلاف السنين. عندما يحتدم النينيو فإنّه يترك آثاراً واسعة تمتد لعدة فصول. وقد بدأ العلماء يكتشفون أسراره بالتدريج باستخدام المراقبة المتطورة وتقنيات النمذجة الحديثة، وعلماء الغلاف الجوي هم على بينّةِ اليوم بطبيعة هذه الظاهرة، وهم يفهمون كيف أنّ حدثاً في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية بطريقة ما يتخلل الغلاف الجوي ليفرض شذوذات موسمية كبيرة في درجات الحرارة وسقوط الأمطار على بعد آلاف الكيلومترات.

تعني عبارة « El Niño» بالإسبانية «الولد الصغير»، ويعود استخدامها للإشارة إلى تسخين المحيط الكبير ولكن المحلي في المنطقة الساحلية للبيرو والإكوادور إلى عدة قرون. ولكن أقرب دليل مدون عن النينيو كظاهرة مناخية في أمريكا الجنوبية يأتي من المستعمرين الأسبان الذين استوطنوا في هذه المناطق خلال أواخر القرن الخامس عشر.

تمّ نحت هذا التعبير من قبل صيادي الأسماك الذين تتأثر حياتهم بالظهور السنوي لتيار المحيط الدافئ عادةً قُرب عيد الميلاد (حيث تشير العبارة أيضاً للمسيح الطفل)، والذي يدوم في المنطقة لعدة شهور. وكان من نتائج هذا أنّ السمك – الأنشوجة، على سبيل المثال – أصبح نادراً خلال هذه الفترة ؛ الأنشوجة وغيرها من الأسماك كانت تتغذى عادة في مياه باردة غنية بالعناصر المغذية والتي كانت موجودة عادة بعيداً عن الشاطئ لكنها لم تكن تتلكأ في غياب الأغذية المتاحة. وكانت هذه الأسماك من دعائم الاقتصاد المحلي، الذي عانى نتيجة لذلك.

وعلى مر السنين، استُخدمت عبارة النينيو للإشارة إلى تسخين المحيط على نطاق أوسع وأكثر شدّة الذي يحدث أحياناً عبر مساحات ضخمة من المحيط الهادي الاستوائي. واليوم يُعرف أنّ التسخين الواضح قرب البيرو والإكوادور، الذي لوحظ كل هذه السنين في الماضي، هو جزء صغير نسبياً من تغيّرِ يشمل المحيط الهادي. وفي الحقيقة، بعض الأحيان، يؤدي النينيو إلى شذوذات جوهرية جداً في درجات الحرارة وسقوط الأمطار في مناطق بعيدة عن المحيط الهادي.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى