الهندسة (مهنة عظيمة)
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مهنة عظيمة (A Great Profession). أجال مهندس المناجم هربرت هوفر التفكير في مهنته في مذكراته التي كتبها بعنوان: Memoirs: Years of Adventure, 1874-1920 (New York: Macmillan, 1952). وما ذكره كان من بين أكثر التوصيفات عن المهنة التي غالباً ما تقتبس، وأنا أعرف مهندساً واحداً على الأقل أخذ مقطعاً من أكثر مقاطع هوفر استحساناً وطبعها على الجزء الخلفي من بطاقته للزيارة، والنص الكامل للمقطع هو:
إنها مهنة عظيمة. هناك سحر في مشاهدة أن وَهْماً من خيال بزغَ عبر مساندة العلم ليتحوّل إلى مخطط على ورقة. ومن ثم الانتقال لتحقيقه من حجر أو معدن أو طاقة. ومن ثم يجلب وظائف وبيوت للناس. ويرتقي بمستويات العيش ويزيد من رغد الحياة . إنها مزية المهندس الكبيرة.
المسؤولية العالية للمهندس مقارنة بأناس المهن الأخرى هي أن أعماله موجودة في العراء يمكن للجميع أن يروها. وأفعاله، خطوة بخطوة، هي من مواد صلبة. ولا يمكنه أن يدفن أخطاءه في القبور كما يفعل الأطباء. وهو لا يستطيع ادعاء أن سببها هو الهواء الناعم أو لوم القاضي، كما يفعل المحامون. وهو لا يستطيع، كما المهندس المعماري، أن يغطّيها [أخطاءه] بالأشجار والمتسلقات. وهو لا يستطيع، مثل السياسي، التغطية على مواطن ضعفه بلوم خصومه والأمل بأن الناس سينسون. المهندس ببساطة لا يمكنه أن ينكر أنه فعل ذلك. وإذا كانت منتجاته لا تعمل كما هو مقدّر لها، فسيُلعن. وهذه هي الفنتازيا التي تسكن لياليه ولا تفارق أيامه. وهو يعود من العمل في آخر اليوم متخذاً قراره بإعادة حساباته. وهو يستيقظ في الليل بعرقه البارد الرطب ليدوّن شيئاً على ورقة يبدو تافهاً في الصباح. وهو يرتجف طوال النهار لفكرة أن أخطاء ستظهر لا محالة لتهزّ اكتماله المأمول.
اقتُبس عن هوفر قوله "إن غرض الهندسة هو الارتقاء بمستوى حياة وعيش الناس جميعاً". انظر: J. K. Finch, "The Engineering Profession in Evolution," Transactions of the American Society of Civil Engineers, Vol. CT [Centennial Transactions] (1953), pp. 112-125.
لن ينقص شيئاً من فصاحة هوفر في وصفه الهندسة ملاحظة، أنه في خطاب عام 1885 الموجه إلى جمعية خريجي معهد ستيفنز قال وليام كنت المهندس الميكانيكي (1851-1918) (William Kent) إن مسؤولية المهندس هي "أن أخطاءه يمكن أن تكون أكثر خطراً من تلك التي تؤذي جيوب زبائن المحامين فقط أو تلك التي يدفنها الأطباء على عمق ستة أقدام في الأرض".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]