انجاز الحضارات في علم الكيمياء

1999 تاريخ الكيمياء

صلاح محمد يحياوي

KFAS

علم الكيمياء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أقبل الصينيون على صناعة الخزف وعرفوا البارود قبل الميلاد بزمن طويل، وقد استعملوا الصُّفر (البرونز) نحو عام 1300 ق.م، واستعملوا الحديد عام 500 ق.م، واستخدموا الزنك، وحصلوا على الزئبق عام 150 ق.م، وحصلوا على الكبريت. 

ومن المرجح أنهم كانوا أول من صنع الورق  عام 100 ميلادية، وصنعوا الخزف نحو عام 600 ميلادية.

وعرف الهنود الصباغة وإسقاء الفولاد. وكانت الصناعة الكيمياوية عند الإغريق والرومان متقدمة جداً.  فقد كانت مناجم النحاس والحديد تستثمر قبل ذلك، وكان الكثير من السبائك الخليطة معروفاً. 

لقد صنع الرومان الخزف والزجاج والصابون، وعرفوا الكبريت والزرنيخ والزئبق، واستعملوا السماد والسكر والنشا والصمغ، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الكيمياء النظرية مجهولة تماماً.

ولم يظهر السيميائيون – ورثة معارف المصريين وفلسفة الإسكندرية  إلا في القرن التاسع.

وكان العرب أول من عرف تحضير طائفة من المواد الكيماوية، فقد حضّروا مركبات كبريت المعادن كالزنجفر (كبريت الزئبف) والملغمات وأبيض الرصاص(كربونات الرصاص القاعدية أو الأساسية) وحمض الآزوت أو ماء الفضة، وعرفوا السليماني والزاج والماء الملكي، وأضافوا إلى عناصر أرسطو (أرسطاطالس) الاربعة (الهواء والماء والتراب والنار) الكبريتَ، والزئبقَ، وقد اعتمدوا الجانب  العملي في بحوثهم، وتقصوا الحقيقة عن طريق التجربة والمشاهدة الدقيقة، واستعملوا الميزان في تجاربهم العملية قبل الأوربين بستة قرون (جابر بن حيان).

وقالوا بأن المواد لا تتفاعل إلا بأوزان معينة (قانون النسب الثابتة) (الجلدكي) وذلك قبل أن يضَع بروست PROUST (1754-1826م) القانون الذي عُرف باسمه بنحو أربعة قرون ونيف. 

كما وصفوا كُنْه الذرة في المعادن والعناصر الكيماوية وشبهوها بالمجموعة الشمسية (الجلدكي)، وجدير بالعلماء أن يطلقوا على هذا القانون اسم قانون الجلدكي أو على أقل تقدير قانون الجلدكي وبروست.