انجازات ابن سينا في مجال الفيزيقا
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الفيزيقا انجازات ابن سينا العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
لابن سينا في الفيزيقا جهودٌ بارزة، وإسهاماتٌ ومؤلَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلفات من كتبٍ ورسائل، منها:
1- قسم الطبيعيات من كتاب (الشِّفاء).
2- كتاب (النجاة) ويكاد يكون ملخَّصاً جامعاً للمفاهيم الأساسية الواردة في الشِّفاء.
3- كتاب (الإشارات والتنبيهات) وهو كتابٌ شديد التركيز قُصد به الخاصة.
4- رسائل تسع في الحكمة والطبيعيات.
5- رسالة أضحوية في أمر المعاد.
ولعل أهم إنجازات ابن سينا في ميدان الفيزيقا تندرج تحت ما نُسمِّيه اليوم علم الميكانيكا، حيث بيَّن: أنواع القوى، وعناصر الحركة، ومقاومة الوسط المنفوذ فيه والتي تعمل على إفناء الحركة. وفيما يلي إشارة إلى كل جانب من هذه الجوانب:
أنواع القوى
يقسِّم ابن سيناء القوى المؤثرة في الجسم إلى أنواع ثلاثة: قوى طبيعية تعيد الأجسام إلى مواضعها الطبيعية إن هي عنها أُبعدت، وهي ما نسميها اليوم قوة الجاذبية الأرضية أو قوة التثاقل.
والقوة القسرية أو القاهرة التي تُجبر الجسم إما على التحرك أو على السكون. وقوة كامنة في الفلك العلوي تحرك الجسم بإرادةٍ متجهة.
يقول في كتابه (النجاة) : القوى التي عُزِّزت في الأجسام على أقسامٍ ثلاثة: قوى سارية في الأجسام تحفظ عليها كمالاتها من أشكالها ومواضعها الطبيعية، وقوى تفعل في الأجسام أفعالها من تحريكٍ أو تسكين وحفظ نوع، وغيرها من الكمالات بتوسط آلاتٍ ووجوهٍ مختلفة، وقوى تفعل مثل هذا الفعل بإرادة متجهة إلى سنةٍ واحدة تسمة نفساً فلكية).
عناصر الحركة
(المتحرِّك، والمحرِّك، وما فيه، وما منه، وما إليه، والزمان) عناصر ستة يحددها ابن سينا للحركة على التوالي. بدايتها الجسم المتحرك، أي الجسم الذي يتخذ حال الحركة، ثم المحرِّك أي الدَّافع للحركة، ثم ما فيه الجسم، أي مكانه أو موضعه، أما العنصران الرابع والخامس (ما منه) و (ما إليه) فيقصد بهما الابتداء والانتهاء، والزمان إشارة إلى الفترة الزمنية التي تتم فيها الحركة بقطع مسافة الانتقال، وقسمة المسافة المقطوعة على الزمان يعطي متوسط سرعة الحركة.
ويقول (في الإشارات والتنبيهات) : (إذا خُلِّي الجسم وطباعه، ولم يعرض له من خارجه تأثيرٌ غريبٌ، لم يكن له بد من موضع معيَّن وشكلٍ معيَّن، فإذن في طباعه مبدأ استحباب ذلك).
ومعنى هذا أن الجسم إذا لم يتعرض لقاسرٍ خارجي وتُرك لطبعه، فإن فيه خاصية تدعو للمحافظة على حالته الطبيعية، وتدافع عن بقائه على ما هو عليه.
وهو يرى أن الجسم يكون له – حال تحركه – ميلٌ للاستمرار في حركته، بحيث إذا ما حوول إيقافه أحسَّ المُوقِفُ بمدافعة يبديها الجسم للإبقاء على حالة من الحركة طبيعية كانت أم قسرية.
نصوصُ واضحةُ، ورؤية صائبةُ وثاقبة لما تعارفنا على تسميته القانون الأول للحركة، الذي ينص على (أن الجسم يبقى على حاله من سكون أو حركة منتظمة في خطٍ مستقيم ما لم تجبره قوةٌ خارجية على تغيير حاله).
أو بعبارة أخرى (للجسم خاصيّة المدافعة عن بقائه على حاله من سكون أو حركة منتظمة في خط مستقيم. و (المدافعة) هذه هي التي نشير إليها بـ (القصور الذاتي) أو (العطالة).
ولعله يتضح من هذا سبق ابن سينا إلى القانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي(شكل رقم 12) بأكثر من قرون أربعة، وقبل جاليليو بأكثر من خمسة قرون، وقبل نيوتن بأكثر من ستة قرون!.
وما أحرانا، ناسبين الفضل إلى أهله، أن نقول إذن (القانون الأول للحركة لابن سينا).
مقاومة الوسط
فطن ابن سينا إلى نقطة جوهرية وهي أن معاوقة الوسط الذي يتحرك الجسم خلاله يؤدي إلى إبطال الحركة فيه، مما يعني استحالة الحركة الدائمة. ويقول في (الإشارات والتنبيهات): (لا يجوز أن يكون في جسمٍ من الأجسام قوة طبيعية تُحرِّك ذلك الجسم بلا نهاية).
وبهذا القول يكون ابن سينا قد أبطل فكرة الحركة الدائمة، مُحقِّقاً بذلك سبقاّ أكيدا على ليوناردو دافينشي الذي قال به في عصر النهضة الأوروبية!
وفضلا عن ذلك كانت لابن سينا إنجازاته الفيزيقية الأخرى من مثل:
– البصر يسبق الصوت، أي أن سرعة الضوء تفوق بكثيرٍ سرعة الصوت.
– سرعة النور (الضوء) محدودة وإن كات فائقة المقدار، وهي آنية، فالبرق يُحس في الآن بلازمان
– البرق يُرى والرعد يُسمع، فإذا حدثا معاً رُؤى البرق وتأخر سماع الرعد.
– الشعاع المُسبِّب للإبصار يأتي من الجسم المرئي إلى العين.
– له بحوث في الزمان والمكان والحيِّز والإيصال والقوة والفراغ والنهاية واللانهاية والحرارة.
– يحتاج الإنسان في السمع إلى تموج الهواء أو ما يقوم مقامه من صلبٍ أو سائل.
– له دراسات عن قوس قزح.
– عيَّن الوزن النوعي لكثيرٍ من المعادن.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]