انجازات علماء العرب والمسلمين في العناية بالتراث العلمي العربي
1995 العلوم والمعارف الهندسية
جلال شوقي
KFAS
علماء العرب والمسلمين التراث العلمي العربي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
قد يكون التراث العلمي العربي من أروع جوانب تراثنا الحضاري، ومع ذلك فإن نصيبه من الاهتمام كان ولا يزال يسيراً.
صحيح أن بعض المستشرقين الفضلاء قد قدموا دراسات قيمة ومنصفة في تراثنا العلمي، إلا أنه لا بد من الاعتراف بأن مسؤولية إحياء التراث العربي تقع في المقام الأول على عاتق أصحاب التراث أنفسهم، وما زلنا بعد في بداية الطريق.
وجدير بنا أن نشير هنا إلى بعض ما أنجزه علماء العرب والمسلمين في مجال تحقيق ودراسة المخطوطات العربية، فنذكر بكل تقدير واعتزاز فضل كل من الأستاذ مصطفى نظيف والأستاذ عبد الحميد صبره في أبحاثهما عن الحسن بن الهيثم وتحقيقهما وشرحهما لكتابه "المناظر".
كذلك نذكر جهد الأستاذ علي مصطفى مشرفه والأستاذ محمد مرسي أحمد في تحقيق كتاب "الجبر والمقابلة" للخوارزمي من المخطوطات الوحيدة المحفوظة في مكتبة بودليانا بجامعة أكسفورد.
كما نشيد بالكتاب الذي وضعه الأستاذ قدري حافظ طوقان بعنوان "تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك"، ويضم بين دفتيه سجلاً لعلماء العرب في هذا المجال، وبياناً بأهم منجزاتهم فيه، كما نذكر تحقيقات الأستاذ أحمد سعيد الدمرداش في بعض أعمال أبي الريحان البيروني، ومسعود بن جمشيد الكاشي، ومحمود الفلكي.
ونشيد أيضاً بجهود مجموعة من علماء العرب ولامسلمين ممن قامو بدراسات قيمة في التراث العلمي العربي منهم – على سبيل المثال لا الحصر – الأساتذة عمر فروخ، وسيد حسين نصر، وأحمد سعيدان، ومحمد السويسي، وحكيم سعيد ورشدي راشد، وخليل جاويش.
كل هذا ولا شك جهود صادقة وعميقة ومخلصة، بيد أنها محاولات فردية نابعة من علماء أفاضل يؤمنون بالتراث العلمي العربي، ويقدرون تمام التقدير الأهمية البالغة لإحيائه حتى تتضح معالم الإنجازات العلمية العربية، ويتخذ التراث العربي وضعه الصحيح في تاريخ العلوم.
لقد تعالت وما زالت تتعالى أصوات مؤمنة بتراثنا العلمي، تدعو وتلح في الدعوة إلى مزيد من الاهتمام به.
أما آن الأوان بعد أن ننظر إلى هذا التراث على أنه من أهم دعائم القومية العربية، فنقيم معاهد أو مراكز متخصصة في تحقيقه ودراسته على المستوى القومي.
أما حان وقت العمل المثمر الجاد في دعم أسس القومية العربية، وهل تصح قومية دون تارث؟
دعووة نقدمها لكل الشعوب والدول العربية المؤمنة بتراثها، الساعية حقاً إلى الذود عن قوميتها، المتطلعة إلى مستقبل مشرق يعيد الأمجاد الرائعة إلى أصحاب التراث العربي العظيم.
إن تاريخ العلوم لن يستقيم أو يكمل دون التقويم المنصف لمنجزات الحضارة العربية الإسلامية، حقيقة أوضح من أ، يلزمها برهان، أو يقام عليها دليل، حقيقة يقدرها كل من يؤمن بحضارة الإنسان، ذلك المخلوق الذي شرفه الله، فخلقه على صورته، ونفخ فيه من روحه، وعلمه ما لم يعلم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]