انحسار مصادر الغذاء

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات والطيور والحشرات موسوعة علمية

تتناقــص الامدادات الغذائية دون المنطقة المضاءة عموما مع العمق، حيث الوجبات نادرة وتتميز الكائنات الموجودة في المياه الوسطية والأعماق السحيقة من المحيطات بقلة الهياكل العظمية والعضلات وغيرها من أنسجة الجسم الضئيلة، مما يعكس شح توافر الغذاء.

هذا وتفتقر الكثير من الأسماك إلى المثانة الهوائية بين عمق ١٠٠٠ و٢٠٠٠ متر (٣٢٠٠ و ٦٤٠٠ قدم)، وللمحافظة على الطفو فهي تعتمد على تخزين مادة الأمونيا الكيماوية.

من جهه أخرى تتميز الكثير من أسماك الأعماق برؤوس وأفواه كبيرة، وأبدان طويلة نحيلة وقدرة غير عادية على التمدد. ويستطيع الملتهم الكبير(great swallower Chiasmodon niger) أن يلتهم فريسة بحجم جسمه تقريبا، فعلى سبيل المثال يمتلك الثعبان المبتلع وسمكة الفار رأس ضخم وجسم صغير طويل وذيل على شكل سوط. ورغم ندرة كائنات الأعماق الا أنها هائلة التنوع، إذ يصل عدد أنواع أسماك الأعماق إلى حوالي ٢٠٠٠ نوع مقارنة مع ٢٠٠ أو نحوه ممن يعيش في أصقاع المحيط العليا.

هذا وتتضاءل أعداد الكائنات التي تتغذى بالترشيح مع ازدياد العمق، فيما توجد الكائنات التي تتغذى على الرواسب حتى في الأعماق السحيقة وتتكاثر الحيوانات الحفارة على القيعان الطينية، كما توجد على أرضية المحيط الأنعم، والمفككة أنواعا غريبة، مثل السمكة ثلاثية القوائم Tripod fish، بأشواك كبيرة تدعم الجسم فوق سطح الراسب. كما تنتصب أقلام البحر sea pens والاسفنج الزجاجي glass sponge عموديا في الرواسب، وتعمل على تصفية الجسيمات العالقة من عمود الماء، فيما يتحرك سمك خيار البحر عبر سطح الراسب.

ونتيجة لانخفاض درجة حرارة مياه المحيط، والتي تتراوح بين ٢ و٥ درجات مئوية (٣٥ و٤٢ فهرنهايت)، فان معدل الأيض، وسرعة النمو تعتبرمنخفضة لدى هذه الكائنات والتي تعيش طويلا. فعلى سبيل المثال تعيش رخويات الصدفتين على عمق ٣٠٠٠ متر (١٠,٠٠٠ قدم) قبالة ساحل أمريكا الشمالية الشرقي لمدة تصل إلى ٢٥٠ عاما، رغم أن طولها ٢.٥ سم فقط (١ انش).