التاريخ

اهتمام العالم القزويني في علم الأجنة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم القزويني علم الأجنة التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

تميز القزويني في علم الحيوان وبزَّ من قبله، إذ له في فروعه المختلفة القدح المعلَّى: علم الأجنة، وعلم الوراثة، وعلم البيئة، وعلم التقسيم، إلخ.

ونُلقي فيما يلي ضوءاً على علو كعبه في كل علمٍ من هذه العلوم:

• علم الأجنة: بذل القزويني جهداً عظيماً في التعرف على الجنين في الرحم، واصفاً تكوينه ومُظهراً قدرة الخالق جل وعلا في ذلك التكوين.

انظر إلى ما يقوله حول هذا الأمر في مصنَّفه (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات): (إذا حصلت النطفة في الرحم وامتزجت بنطفة الأنثى صار المتكون منها على شكل كرة،

فتنعقد عليها – بحرارة الرحم- قشرة رقيقة كما ترى في العجين إذا وضع في شيء حار، وتتشبَّث بها أفواه العروق التي يرد منها دم الحيض إلى الرحم.

ثم إن القوة المصوَّرة بإذن الله تعالى تجمع دهنية النطفة فتأخذ منها حصة إلى الوسط إعداداً للقلب، وعن يمينه حصة للكبد، ومن أعلاه حصة للدماغ. ثم تخلق السُّرة متصلة بوريدٍ وشريان، وهذا يتم في أيامٍ ستة. ثم تأخذ بإذنه تعالى في التخطيط والتنقيط، ويتم ذلك في خمسة عشر يوماً، تصير الرطوبة فيها لحماً متميز الأجزاء، وتمتد رطوبة النخاع، وهو أساس البدن.

وبعد سبعة أيامٍ ينفصل الرأس عن المنكبين والأطراف من الضلوع والبطن إلى أربعين يوماً، ثم تظهر عظامه، وتُكسى العظام باللحم المتولِّد من دم الحيض.

قال سبحانه في محكم كتابه: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون 13-14).

كما تحدَّث القزويني كذلك عن وضع الجنين في الرحم، وفي سبب الذكورة أو الأنوثة، وفي وضع الحمل، وخروج الجنين من الرحم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى