اهتمام العالم “القزويني” في علم البيئة
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم القزويني علم البيئة البيئة المخطوطات والكتب النادرة
تطرَّق القزويني في مؤلَّفه (أثار البلاد وأخبار العباد) إلى تأثير البيئة في كلٍ من البشر والحيوان والنبات.
ونورد فيما يلي بعض ما قاله عن تأثير البيئة في الحيوان: (الفيل لا يتولَّد إلا في جزر البحار الجنوبية، وعمره بأرض الهند أطول من عمره بغيرها، وأنيابه لا تعظم مثلما تعظم بأرضها. والزرافة لا تتولَّد إلَّا بأرض الحبشة. والجاموس لا يتولَّد إلَّا بالبلاد الحارة قرب المياه، ولا يعيش في البلاد الباردة.
والسنجاب والسمور وغزال المسك لا يتولَّدون إلَّا في البلاد الشرقية الشمالية. والصقر والبازي والعقاب لا يفرخ أيها إلَّا على هامات الجبال.
والنعامة والقطا لا يفرخان إلَّا في الفلوات. والبطوط وطيور الماء لا تفرخ إلَّا في شطوط الأنهار والبطائح والآجام.
والعصافير لا تفرخ إلَّا في البساتين. والحجل لا يفرخ إلَّا في الجبال. هذا هو الغالب، فإن وقع خلافه فتلكم الندرة، والله الموفِّق للصواب).
كما تكلَّم عالمنا أيضا بدقة علمية يُحسد عليها عن بعض الظواهر البيئية المهمة نذكر منها ظاهرة التكافل أو المشاركة، وظاهرة التوازن الحيوي.
أ) ظاهرة التكافل أو المشاركة: كان القزويني أول من كشف عن هذه الظاهرة، وضمنها مؤلَّفه (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) ومن الأمثال التي ساقها لها: التكافل بين الببر، ذلكم الحيوان الهندي الضخم الذي يفوق الأسد قوة والعقرب التي تبني لها في شعره بيتاً!
وبين الذئب والضبع، والنمر والأفعى، والزقزاق الذي يُنظِّف أسنان التمساع فيستفيد الأول الغذاء والثاني النظافة، والبلشون والفيل، حيث يتغذى الأول بالحشرات التي على جلد الفيل فيتخلَّص الأخير من بعض هوامه، والضب الذي يستضيف العقرب في جحره موفراً لها المأوى مقابل لسعها دخيلاً يقتحم عليه بيته!.
ب) ظاهرة التوازن الحيوي: بيَّن القزويني الحكمة الإلهية في بقاء الأعداد المعقولة من نسل الضأن والماعز والبقر والإبل والسمك، لأن الإنسان يعتمد عليها في غذائه، بينما السباع التي يتولَّد منها كل سنة ستة أو سبعة لا يعيش منها إلَّا واحد. حكمةٌ بالغة وتوازنٌ عجيب، إذ لو عاش كل نسل الوحوش لأكلت ما يأكله الإنسان، ولزاد عددها هي بدرجةٍ مُخيفة، وأصبحت الحياة على الأرض في ظلها مستحيلة!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]