اهتمامات ابن سينا في الموسيقى
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الموسيقى اهتمامات ابن سينا الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
كانت لابن سينا اهتماماتٍ موسيقية كبيرة، منطلقه في ذلك أن الموسيقى هي علم من علوم الرياضيات يتعلَّق بنسب الأبعاد الموسيقية.
ويُعرِّف الموسيقى بأنها (علمٌ رياضي يُبحث فيه عن أحوال النغم من حيث تأتلف وتتنافر، وأحوال الأزمنة المتخلِّلة بينها ليَعلم كيف يُؤلّف اللحن).
وقد دلَّ حد الموسيقى على أنه يشتمل على بحثين: الأول البحث عن أحوال النغم أنفسها، وهو يختص بالتأليف، والثاني البحث عن أحوال الأزمنة المتخلِّلة بينها وهو يختص بالإيقاع.
ويعتبر ابن سينا أن الموسيقى نوعان: طبيعية وصناعية. الطبيعية هي الصوت الحيواني الذي يعبر به الحيوان عن خوالج نفسه، كنداء الجنس واستدعاء الغائب، فهي هنا لغة تعبيرية تعتمد على الصوت والنغم، ويسكن الحيوان إليها عند الحزن والألم.
أما الصناعية فهي محاكاةٌ للطبيعة وتقليد، وتعتمد على التأليف المتناسب والنظام المتفق مما يهز النفس ويمنح المرء لذةً يحسها عند سماع الموسيقى، ناتجةً عن التآلف الصوتي الموجود فيها.
وكان ابن سينا أول من علَّل كيفية حدوث الأنغام الغليظة المنخفضة والأنغام الرفيعة العالية. وأول من تحدَّث عن السُلَّم الملوَّن المكون من أنصاف نغماتٍ متتالية. وأول من تحدَّث عن الفواصل الموسيقية المتحدة.
ويُعزى لابن سينا الفضل في تدوين (النوتة) الموسيقية، وفي وضع بعض الأسس الصحيحة للمزج الموسيقي المعروف باسم (الهاروموني) والتي أخذتها أوروبا عنه فيما بعد.
ويُصنِّف ابن سينا الإيقاع إلى قسمين: أحدهما الموصَّل، ويسمى الهزج، وهو أن تتوالى نقراته على أزمنةٍ متساوية. والثاني المفصَّل، وهو الذي لا يكون كذلك، بل تكون عدة نقرات منه منفصله عن عدةٍ أُخَر.
ويقول في أثر الموسيقى في النفس البشرية (فيكون ما يعرض في الصوت من زيارته للنفس بغتة، ثم وداعه إيَّاها فجأة، ثم تداركه وحشة الوداع ببهجة الرجوع على هَيئة حبيبة إلى النفس، أعني النظام، أجلّ الملذات النفسية).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]