بدائل جذرية في مجتمع السوق النابض بالحياة

2014 مجتمع السوق

سبايز بوتشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

أدّت الانتقادات الجذرية حول التكاليف البيئية للنشاط الاقتصادي إلى تحولات جوهرية إضافية. وذلك لأن هؤلاء النقاد يعتبرون الرأسمالية متناقضة بطبيعتها واستغلالية للبيئة والناس، ويرون أنّ الحلول التي من شأنها تعديل تشغيل السوق ليس إلاّ، غير قادرة على معالجة التدهور البيئي. ومع ذلك، تُشير الطبيعة الجذرية للحلول المطروحة إلى أن هذه الأفكار ليست ملموسة بشكلٍ كافٍ، ولكنها في بعض الأحيان، تركّز الاهتمام على كيفية تحقيق التغيير المرجوّ.

يدعم عدد كبير من المنظرّين الداعمين للبدائل الجذرية المقاربة الماركسية عبر تحديد كيف يمكن للتجاذبات داخل النظام الرأسمالي أن تؤدي إلى بروز فئات اجتماعية يمكن أن تحفّز على التغيير. على سبيل المثال، ينطلق أوكونور (1998)، من النظريات الماركسية الكلاسيكية مع تركيزه على الطبقة العاملة والأحزاب الشيوعية بوصفها عاملاً من عوامل التغيير الاجتماعي. وقد شدّد على أهمية نشوء الحركات الاجتماعية الجديدة، بما في ذلك الحركة البيئة. وقد رأى أوكونور أن مثل هذه الحركات لديها القدرة على حشد مزيد من التنسيق الحكومي في مجال الاقتصاد ما يفتح المجال أمام إمكانية الانتقال إلى النظام الاشتراكي.

ويعتبر الناشط والمنظّر موراي بوكتشين (Murray Bookchin) عبر مقاربته "للبيئة الاجتماعية" أنّ النظام الرأسمالي بطبيعته مدمرٌ للبيئة. ولكنه حذّر أيضاً من أشكال الهيمنة الجديدة داخل الدول ذات الاقتصادات الاشتراكية التي تستمرّ في تعزيز الإنتاج الصناعي على نطاق واسع وتتخذ قرارات اقتصادية وسياسية ذات طابع مركزي وبيروقراطي (1971). وبدلاً من ذلك، يدعو بوكتشين إلى تطبيق اللامركزية بصورة جذرية، في مجتمعٍ غير هرمي يعيش في وئام مع البيئة الطبيعية.

وينعكس هذا الميل في بعض المقاربات البيئية المُناصرة لحقوق المرأة وفي الكثير من الحركات البيئية في العالم النامي، كما هو واضح في هيكل وممارسات المنتدى الاجتماعي العالمي (الفصل العاشر). ومن جهتها تدعو العالمة البيئية أرييل صالح (Salleh Ariel (2009)) إلى إعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع بطريقة جذرية لضمان التكاثر المستدام لكلّ من البشر والطبيعة. وترى صالح، أنّ المرأة تحتلّ مركزاً فريداً يمكّنها من قيادة مثل هذا التغيير لأنها تشارك بالفعل في الأنشطة الإنجابية كالولادة وتربية الأطفال من خلال الممارسات الزراعية المستدامة في المجتمعات الريفية.