الطب

بداية مرض فقدان الشهية العصبي

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

مرض فقدان الشهية العصبي الطب

لاضطراب فقدان الشهية العصبي بداية معينة, كما أن له معدلات انتشار خاصة بين الجمهور, ونعرض لذلك فيما يلي:

أولاً :  بداية المرض

يبدأ فقدان الشهية العصبي عادة عندما تتطلب تغيرات الحياة مهارات جديدة أو غير مألوفة، بحيث تؤدي هذه التغيرات إلى شعور الفرد بعدم الكفاءة، وذلك مثل الوصول إلى البلوغ أو الالتحاق بالجامعة أو الزواج أو خيبة أمل بالنسبة لعمل ما.

ولكن الاضطراب يبدأ في بعض الحالات بوصفه امتداداً للطقوس العادية المتبعة في النظام الغذائي لإنقاص الوزن (التخسيس)، والذي يشيع لدى صغار الإناث.

وتقتصر بداية الاضطراب – بالدرجة الأولى – على مرحلتين هما: المراهقة (منتصف العقد الثاني من العمر تقريباً) وسن الرشد المبكر، ومن الشائع أن يرتبط الفقدان العصبي للشهية بحدوث صورة مشوهة للجسم.

والمقصود هنا بطبيعة الحال زيادة تقدير الفرد لأبعاد جسمه، فيتصور الفرد أنه بدين سمين ولكنه يكون في الواقع نحيلاً هزيلاً.

 

وبصفة عامة يظهر فقدان الشهية العصبي بين 11، 35 عاماً. ولكن بدايته الحقيقية تبدأ بين 15ن 23 عاماً.

ويورد "هيرزوج" وصحبه أن مرض فقدان الشهية العصبي يحدث عبر مدى واسع من مرحلة ما قبل المراهقة حتى الرشد، ولكن بداية المرض يشيع في مرحلتين: من 13 إلى 14 عاماً، ومن 17 إلى 18 عاماً.

وبداية الاضطراب غير شائعة قبل العاشرة، كما أنها نادرة أيضاً بعد الثلاثين، والحالات التي تخرج عن هذا المدى العمري تعد غير نموذجية، ومن ثم يجب أن يراجع تشخيص مثل هذه الحالات، وغالباً ما يكون مشكوكاً فيه.

وبعد عمر الثالثة عشر يتزايد حدوث بداية المرض بشكل سريع، بحيث يحدث الحد الأقصى للتكرار (أي عدد الحالات) في أعمار 17، 18 سنة. ويطور حوالي 85% من كل حالات فقدان الشهية العصبي الاضطراب بين عمري 13، 20 عاماً.

 

وقد ورد في مرجع أحدث أن الفترة التي يوجد بها أكبر قدر من خطر الوقوع في مرض فقدان ا لشهية العصبي يتراوح بين أواخر المراهقة وبداية الثلاثينات من العمر، بحيث تتركز أكبر خطورة فيمن لديهم عمر 28 عاماً.

وبينت بعض البحوث الحديثة أيضاً أن المرض يمكن أن يبدأ قبل المراهقة في سن صغيرة كالسادسة من العمر، ويرتبط عادة – في هذه الحالة – بما يحدث في الطفولة من اكتئاب أو قلق أو صدمة.

ويتضمن – عندئذ – نسبة من الأولاد مرتفعة (نسبة البنات إلى الأولاد: 6 إلى 1)، وذلك بالمقارنة إلى ما يحدث في الأعمار الأكبر. واتضح أيضاً أن المرض يمكن أن يصيب الأشخاص في العقد الأخير لحياتهم.

ولعل القارئ يكون قد لاحظ أن هناك اختلافاً – إلى حد معين – في السن الذي حددته مختلف الدراسات لبداية مرض فقدان الشهية العصبي، وهذا – في الحقيقة – أمر متوقع، نظراً لاختلاف الدراسات تبعاً لمتغير أو آخر من متغيرات كثيرة أهمها ما يلي: طبيعة الحالات المتاحة التي أجريت عليها الدراسة، والأعمار التي تقدمت عندها هذه الحالات لطلب المساعدة، أو العمر عند الاشتراك في الدراسة.

 

أو تقرير الحالات ذاتها لذلك العمر – والتقرير الذاتي Self – report يفتح الباب على مصراعيه لأخطاء الذاكرة وغيرها، والمحكات أو المعايير أو المقاييس التي استخدمت لتحديد الإصابة بالمرض، والدولة التي أجريت فيها الدراسة، والمستوى الاجتماعي الاقتصادي للمرضى … وغير ذلك من المتغيرات كثير.

وترتبط بداية الاضطراب عادة ببعض أنواع من الصراع الانفعالي، وأكثرها شيوعاً: الصراعات المتصلة بتقبل دور الأنثى، أو خلال فترة الخطوبة إذا كان لدى المريضة صراعات شديدة، وذلك في حالة ما إذا كانت تفترض ضخامة مسؤوليات الزواج. وترتبط صراعات أخرى بالوالدين وبخاصة الأم.

ويبدأ تقليل الطعام وتقييد أنواعه عادة لأن البنت تعتبر نفسها بدينة جداً، ويمكن أن يغيظها الاخرون ويسخرون منها ويضايقونها نظراً لزيادة وزنها. ومن الممكن أن تبدأ الحالة في إطار مرض الاكتئاب.

وقد أكدت دراسات أخرى أن فقدان الشهية العصبي يبدأ – بشكل نموذجي – في العقد الثاني من العمر لدى أشخاص ممن لهم – إلى حد ما – وزن زائد، أو من يدركون أنفسهم على أن وزنهم زائد.

 

ويزيد النظام الغذائي (الحمية أو الرجيم) من حدة الأعراض التي يصاب بها المريض في البداية حتى تصل إلى انشغال وسواسي مسيطر وكامن بالنحافة، ويتحقق فقد الوزن عن طريق التقييد العنيف لكمية السعرات التي تناولها الفرد أو خلال الطرق التي تسبب الإسهال أو تفريغ محتويات المعدة أو الأمعاء مثل: التقيؤ ومدرات البول، وذلك للتقليل من السعرات التي يستهلكها الفرد.

ومن الشائع أيضاً لدى مرضى فقدان الشهية العصبي ممارسة الأنشطة البدنية المتطرفة (الزائدة) لتحقيق فاقد في الوزن والمحافظة على ذلك، ويمكن أن يكون هذا الأسلوب علامة مبكرة على فقدان الشهية العصبي.

وقد يبدأ فقدان الشهية العصبي فجأة وبشكل حاد Chronic، أو قد يمثل عملية تدرجية غادرة، تستمر من شهور إلى بضع سنين.

وقد يعكس فترة مفردة تحدها حدود معينة، وتأخذ شكلاً دورياً أو دائرياً، مع تفاقم واستفحال ثم شفاء. قد تتخد سياقاً مزمناً متواصلاً غير منقطع مفضياً إلى الموت في النهاية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى