علوم الأرض والجيولوجيا

بنية الثلاجة وحركتها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

بنية الثلاجة الثلاجة حركة الثلاجة علوم الأرض والجيولوجيا

تبعاً لتنوع نظم بناء الثلاجة فإنها تعد معملاً نموذجياً للدراسات الميدنية الجيولوجية، ويتأثر نظام بناء الثلاجة بما يلي:

أ- طباقية الكتل الثلجية (Stratification Bedding Strata).

ب- الشقوق الرئيسية والثانوية في جسم الثلاجة.

جـ- الورق أو التصفح التكتوني الحدي المنقطع في الثلاجة (Discontinuous marginal Tectonic foliation).

د- الاسطح الثلجية المصقولة والمتماسكة (Ablation Surface) وذلك بعد ازالة ما فوقها من تراكمات ثلجية.

 

كما قد تظهر بعض أجزاء من الكتل الثلجية على شكل طيات أو كتل ثلجية صدعية وقد تتعرض قطرات المياه المنصهرة والمنسابة من أعلى إلى أسفل في تكوينات الثلاجة إلى إعادة تجمدها من جديد.

وقد أوضحت القطاعات العرضية في جسم الثلاجة ظهور مثل هذه المياه بعد اعادة تجمدها على شكل أعمدة ثلجية رأسية أو قواطع (Dykes or Columns) متداخلة في جسم الثلاجة وكأنها سدود رأسيه.

وتسهم عمليات الشد في اتجاهين متضاربين في تكوين الشقوق الكبيرة الحجم (Crevasses) وفتحات البرجشـروند (Bergschrunds) في ظهر الحلبات الجليدية.

 

كما يتشكل سطح الجليد بحفر عميقة يعرف بعضها باسم الطواحين الجليدية (Glacier Mills) حيث قد تعمل المياه المنصهرة على حفر فجوات عميقة في جسم الثلاجة، ويعرف بعضها الآخر باسم الحفر أو الثقوب الحرارية (Cryoco-nite Holes or Thermal Pits)

وتتكون هذه الحفر الأخيرة حول الكتل الصخرية المدفونة في الجليد وذلك بعد أن يتعرض الجليد الذي حولها للانصهار فتسقط الكتل الثلجية إلى أسفل وتتكون مثل هذه الحفر العميقة.

كما تعمل الرياح على سطح الجليد مخدوشاً أو مشوهاً (Sastrugi) وتؤثر كل هذه المظاهر البنيوية في نظام حركة الثلاجة وسرعتها.

 

ويلاحظ أن القسم العلوي من الثلاجة يتحرك بدرجة أسرع من قسمها الأسفل. وينتج عن ذلك تعرض أجزاء الثلاجة للتكسر والانزلاق، ويتميز قطاع سرعة مثل هذه الثلاجات باستقامته أحياناً وبتقطعه في بعض الأجزاء أحياناً أخرى.

ويطلق على التقدم الفجائي في جسم الثلاجة أو تراجعها، وعلى زيادة ارتفاع سطح الجليد في الثلاجة أو انخفاضه، تعبير تذبذب أو تموج الثلاجة (Surging Glacier).

وعند زيادة حجم الثلاجة بصورة فجائية قد يتحول الثلج إلى جليد متماسك الأجزاء ومن ثم تزداد سرعته وتكثر فيه الشقوق العرضية والطولية (Crevasses)

ويلاحظ أن سرعة تقدم الثلاجة تفوق حجم الزيادة المكتسبة من الثلج المتساقط. وتعرف هذه السـرعة الديناميكية (بغض النظر عن اعتبارات الكتلة والقوة) تعبير الحركة الكيمائية للثلاجة (Kinematic).

 

ويعتقد بعض الباحثين أن الثلاجة قد تتعرض لفترة ثبات قد تستمر لمدة خمس سنوات تحت الظروف المناخية الحالية التي تنشأ فيها.

ولكن عند تساقط الثلج فجأة وبكثرة في منطقة المنابع العليا قد تنبعث حركة الثلاجة من جديد وتسترد عافيتها وقوتا في الحركة الكيمائية، ويتموج سطح الثلاجة فجأة (Catastrophic Surge Phenomena) بين ارتفاع وانخفاض وتنساب الثلاجة نحو الأراضي المنخفضة المنسوب.

وقد تعود أسباب هذه الحركة إلى العلاقة بين الضغط الناتج عن ثقل الثلج الذي تساقط فجأة فوق جسم الثلاجة ذات سمك معين، فإذ عجزت الكتل الثلجية السفلية عن تحمل عبء الثقل الجديد الذي وقع فوقها فإنها تتكسـر وتتحرك من أعلى إلى أسفل بمساعدة المياه المنصهرة أسفلها.

ويرى بعض الباحثين أن تعرض جليد الثلاجة لارتفاع بسيط في درجة الحرارة فإنه قد يؤدي بدوره إلى تحرك الثلاجة وانزلاق أجزاء كما حدث ذلك بالنسبة لثلاجة براسفالسبرين (Brasvalsbieen) في سيتزبرجن عام 1940 والتي تقدمت بنحو خمسة أميال في أقل من خمسة شهور.

 

ويقترح بعض الباحثين احتمالاً ثالثاً لتفسير حركة التقدم الحديثة في بعض الثلاجات في الوقت الحاضر. ويتلخص هذا الاحتمال الأخير في مدى تأثير حدوث الزلازل في تعرض أجزاء جسم الثلاجة للتكسـر وللانزلاق ومن ثم للتحرك.

وقد شاهد العلماء حدوث الانزلاقات الكبرى في أجزاء بعض الثلاجات في منطقة ألاسكا خاصة بعد حدوث زلزال يوم الجمعة القيمة في ألاسكا عام 1964. (Good – Friday Earthquake, 1964)

ومن ثم يمكن القول أن العوامل التي تؤثر في تحرك الثلاجة وانسيابها يختلف مدى فعلها من ثلاجة إلى أخرى حسب الظروف البيئية التي تسهم في نمو الثلاجة وتطورها واستقراراها أو عدم استقرارها.

 

وقد درس تار (R. F. Tarr) ومارتن (L. Martin) عملة تموج سطح الثلاجة بين ارتفاع وانخفاض وأثر ذلك في تقدمها أو تراجعها في منطقة ثلاجات خليج باكونات في ألاسكا عام 1910.

كما لاحظ العلماء استمرار عملية تقدم بعض الثلاجات وتراجعها كذلك في الوقت الحاضر وخاصة في حالة ثلاجات بلاك ربيدز (Black Rapids) في ألاسكا (عام 1937) وثلاجة بروارجاكول (Bruarjokul) ايسلند (عام 1965) وثلاجة مادفاز هي (Medvezhii) في بامير بالاتحاد السوفيتي السابق (عام 1963) وثلاجة مالدرو (Muldrow) فوق مرتفعات ماكينلي في آلاسكا (عام 1964) هذا إلى جانب تقدم الثلاجات وتراجعها في الأونة الأخيرة بكل من ثلاجات سبتزبرجن (Spitsbergen) والسمير (Ellesmere) وفي بعض ثلاجات مرتفعات قرقورم والهيمالايا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى