تأثير النفط واحتياطاته في شبه الجزيرة العربية
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تقع شبه الجزيرة العربية على الكتلة المعروفة بإسم الصفيحة العربية التي يحدُّها صحفات أفريقية وصومالية وأوراسية.
ويرجع أقدم صخورها الى حوالي 4600 مليون سنة، غير أن الرواسب الطبشورية من حقب الحياة الأوسط (Mesozoic) منذ (225-70 مليون سنة) هي التي تعطي المنطقة مكامنها النفطية الضخمة.
وقد تشكلت هذه الخزانات عندما ترسبت الرواسب البحرية في بحر تيثز (Tethys) الذي يقع بين «القارتين الكبيرتين» غوندوانا ولوراسيا من فترات ما قبل التاريخ.
ويأتي أكثر من 50 في المئة من احتياطي العالم من النفط من 33 حقلاً «عملاقاً فائقاً» يحوي كل واحد منها على أكثر من خمسة مليارات برميل من النفط، ويقع 28 منها في الشرق الأوسط بما في ذلك تسعة من أكبر عشرة حقول. ويقع معظم حقول نفط المنطقة على امتداد الساحل الشرقي لشبه الجزيرة وفي الخليج العربي.
وماعدا النفط والغاز الطبيعي فإن لدى دول شبه الجزيرة العربية القليل جداً من الموارد الاخرى. ويوجد البعض من انتاج الملح وكميات محدودة من الزنك والرصاص والحديد الخام والنحاس والذهب والكروميت. وباستثناء الجنوب الشرقي فإن المعدل المنخفض لهطول الأمطار في شتى أنحاء المنطقة يعني أن الزراعة ممكنة فقط عن طريق الري.
تأثير النفط
كان تطوير النفط والغاز الطبيعي القوة الدافعة وراء اقتصادات شبه الجزيرة العربية. وتعتمد الصناعة في شبه الجزيرة بشكل تام تقريباً على تكرير ومعالجة النفط، أو على الطاقة الرخيصة الوفيرة التي يوفرها النفط.
وقد حقق النفط أيضاً تغيرات واسعة جوهرية في مجتمعات دول الصحراء ذات العدد السكاني الضئيل. ونمط حياة الرعي والبداوة تحول الآن وبقدر كبير الى اسلوب عيش أكثر استقراراً وتحضراً.
حققت الزيادات الضخمة في أسعار النفط في السبعينات من القرن الماضي تدفقات كبيرة من العوائد للدول النفطية. وعلى أي حال فإن للتنمية ثمنها لأنها تأتي الى حد كبير ليس من خلال مشاريع انتاجية بل من موارد غير متجددة.
وعلى الرغم من أن عائدات النفط أفضت الى اقامة البعض من أكثر الصناعات عصرية وهياكل الرعاية في العالم فإن القوة العاملة المحلية وحدها كانت صغيرة جداً ولا تملك المهارة لإنجاز هذا الهدف.
وتم تشغيل عمال أجانب، من العالم العربي بشكل أولي ثم من جنوبي وشرقي آسيا بصورة متزايدة.
احتياطيات النفط
مع وجود احتياطيات محققة تبلغ 258 مليار برميل، تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة المنتجة الرئيسية في المنطقة. وكان النفط قد اكتشف في عام 1938 وبدأت عمليات التطوير في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
ومن بين أبرز حقول النفط على الشاطىء في السعودية: القطيف، بري خريس والفضيلي، ويوجد عدد من الحقول الواسعة قبالة الشاطىء. واكتشف النفط لأول مرة في الكويت أيضاً في عام 1938 وتقارب الكمية المثبتة من النفط فيها الـ 97 مليار برميل.
ويجتذب نفط الكويت أسعاراً أدنى في الأسواق العالمية لأنه يحتوي على ثقل نوعي أعلى اضافة الى نسبة كبريت أعلى كذلك. وتعني الإعتبارات البيئية أن النفط الخام الأخف والأكثر نظافة يحظى الآن بتفضيل متزايد.
الامارات العربية المتحدة دولة رئيسة منتجة للنفط وتملك احتياطيات تصل الى 98 مليار برميل ويقع معظم النفط في أبو ظبي على الرغم من وجود البعض من حقول النفط قبالة الشاطىء في امارة دبي.
ويوجد في الامارات الاخرى الأصغر البعض من احتياطيات الغاز، كما تملك الدول العربية الاخرى احتياطيات أقل.
ويبلغ حجم الاحتياطي في دولة قطر حوالي خمسة مليارات برميل ولكنها تملك أيضاً احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.
لم يبدأ اكتشاف النفط في سلطنة عمان إلا في عام 1964، واحتياطياتها من النفط متواضعة وتزيد قليلاً على أربعة مليارات برميل.
وكان اكتشاف النفط في اليمن في التسعينات من القرن الماضي على قدر كبير من الأهمية بالنسبة الى تحسين أسوأ مظاهر اقتصادها الضعيف ولكن النفط سوف يستمر فقط لفترة تراوح بين عقد واحد وعقدين من القرن الحادي والعشرين.
وقد برز الوعي إزاء تأثير التلوث النفطي من خلال حرب تحرير الكويت في عام 1991. وكان التلوث أساساً حاداً في الخليج العربي، وازداد سوءاً نتيجة الحرب العراقية-الايرانية 1988-80.
وفي عام 1991 سكبت القوات العراقية خلال حرب الخليج ما قُدّر بما يراوح بين 4 ملايين الى 6 ملايين برميل من النفط في منطقة الخليج مِمّا أفضى الى آثار كارثية على الحياة البرية فيها.
وفي الداخل تسرب 150 مليون برميل من النفط الى الصحراء عبر رؤوس الآبار التي دمرها الجيش العراقي، وقد تسبب ذلك في تلويث التربة والنبات وربما يتسرب الى المياه الجوفية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]