تأثير حركة القارات على تغيّر موقع المحيطات
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لم تكن أحواض المحيطات على الدوام بشكلها الحالي، حيث أن حركة القارات وتوسع قيعان المحيطات نتج عنها حقبة كانت فيها المحيطات مرتبة بشكل مغاير كليا. فقبل مايقارب الـ ٢٢٥ مليون عام، شكلت اليابسة كتلة قارية منفردة عظمى من اليابسة سميت بانجايا (التكتونية) والتي كانت محاطة بالمحيط العظيم الذي سمي بانثالاسا. وعندما انقسمت كتلة اليابسة هذه قبل مايقارب ١٨٠ مليون عام لتشكل قارتين عظيمتين سميت (لاوراسيا الى الشمال وجونداوانالاند الى الجنوب) وتشكل بحر التيثيس بينهما. هذا البحر الممتد على طول المناطق الاستوائية أغلق لاحقا بسبب اصطدام مايعرف حاليا بالقارة الافريقية مع اليابسة الأوراسية. وبالتالي فان الأحواض الحالية للمحيطات حديثة نسبيا، كون عمرها لايتجاوز ٨٠ مليون عام وأن أقدم الصخور الموجودة تحت قاع المحيط لايتجاوز عمرها ٢٠٠ مليون عام بالمقارنة مع أقدم الصخور النارية على اليابسة التي يبلغ عمرها مايقارب ٤٢٠٠ مليون عام.
أن لقاع المحيط طوبوغرافية استثنائية، بوجود أراض منبسطة شاسعة مغطاة بطبقة سميكة من الرواسب وسلاسل جبلية هائلة، أما بالنسبة لسلسلة الآخاديد الواقعة في منتصف المحيط حيث يقوم انبثاق المياه (الحركة العامودية للمياه) من الطبقة السفلى للأرض بدفع قشرة المحيط إلى السطح. ان بعض القارات ترتبط مع بعضها البعض بواسطة جروف قارية شاسعة وضحلة نسبيا، في حين أن في المناطق التي ينحدر فيها الحيد المحيطي تحت الحواف القارية، فاننا نجد أخاديد عميقة مثل أخدود البيرو – تشيلي. وحيث تصب الأنهار الكبيرة في البحر فان رواسبها تستقر قرب مصبات الأنهار لتشكل دلتا ضخمة تحت الماء، وهي من مجموعة الرواسب التي تنتشر على طول الجرف القاري أو تسقط من شفا الحافة القارية إلى الهاوية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]