تأثير وجود “المحفّزات والمثبطات” على التفاعلات والعمليات الكيميائية
2002 في رحاب الكيمياء
الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي
KFAS
التفاعلات والعمليات الكيميائية المحفّزات والمثبطات الكيمياء
حينما نضع خليطاً من الهيدروجين والأكسجين في إناء زجاجي ونحتفظ به في ظروف الحرارة والضغط العاديين … ندرك أن الماء لن يتكون في مثل هذه الظروف مهما طال انتظارنا .
لكننا سوف ندخل الآن سلكاً من البلاتين في هذا الإناء وننظر إلى ما يحدث . لقد تكون الضباب على جدار الإناء إعلاناً عن تكون الماء …
لقد تكون الماء في وجود سلك البلاتين في ثوان … بدلاً من أن ننتظر لآلاف السنين … بالإضافة إلى ذلك ، فإن سلك البلاتين لم يطرأ عليه تغيير يذكر، فقد بقي مظهره ، وتركيبه الكيميائي ووزنه تماماً كما كان قبل وضعه في الإناء .
ولنا أن نتساءل … كيف حدث ذلك ، وهل لهذا الأمر علاقة بالسحر والشعوذة ؟ ونجيب .. بالطبع لا .. إذ يقف خلف هذا الأمر عالم ألماني رصين هو دوبراينر (Dobereiner)، الذي كان أول من لاحظ هذه الظاهرة ، والتي نطلق عليها الآن اسم "الحفز" (Catalysis)، والحوافز (العوامل المساعدة) يمكن أن تكون فلزات أو أكاسيد العديد من العناصر أو املاحاً أو قواعد ، ويمكن أن تستخدم على شكل مواد نقية أو مخاطية .
ولا جدال في أن العديد من النجاحات التي حققتها الكيمياء في القرن العشرين تعود إلى استخدام هذه الحوافز ، فلا تكاد تخلو أي صناعة كيميائية من استخدامها .
وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الحوافز تلعب دوراً مهماً في كيمياء أجسامنا وذلك من خلال وجود ما نسميه بالإنزيمات .
والعوامل الحفازة أو المساعدة ، انتقائية في معظمها ، فالحفاز الذي يساعد على إجراء تفاعل معين قد لا يحفز تفاعلاً آخر .
والماء الذي تكون في إنائنا بسبب وجود سلك البلاتين لن يتكون لو استبدلناه بسلك من النحاس أو الألمنيوم ، بل إن النواتج التي نحصل عليها من تفاعل معين باستخدام حفاز ما قد تختلف إذا استخدمنا حفازاً آخر لنفس التفاعل .
وإلى جانب المواد الحفازة ، هناك ما نطلق عليه اسم المُبدئات (Promoters) وهي عوامل لا تؤثر في حد ذاتها على التفاعل ، فلا تسرعه أو تبطئه ، ولكنها إذا ما أضيفت إلى الحفاز فإنها تسرع التفاعل بدرجة كبيرة .
ومثال ذلك أن سلك البلاتين لو احتوي على شوائب من الحديد أو الالمنيوم او ثنائي أكسيد السليكون ، فإن تاثيره في تكوين الماء من خليط الهيدروجين والأكسجين سوف يكون أكبر .
وكما أن لكل شيء نقيضه في هذه الحياة ، فللحفازات نقيضها أيضاً. وهي ما نسميه "المثبطات" (inhibitors)، وهذه مواد تقوم بإبطاء التفاعل الكيميائي فيمكن بذلك التحكم في سرعة التفاعلات المختلفة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]