تأليف كتاب تذكرة داود لـ”داود الأنطاكي”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
كتاب تذكرة داود داود الأنطاكي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
العمل الكبير
جلس داود ذات ليلة مع ابن عمه وقال له: أعد لنا أوراقاً وأقلاماً وأحباراً، فقد عزمت على ألا تذهب خبرتي بالصيدلة معي إلى القبر.
وكان عمر داود أنذاك خمسة وخمسين عاماً، وكان السلطان سليمان الأول قد توفي في ذلك العام ومكانه السلطان سليم الثاني، ووليَ أمر مصر من قبل العثمانيين والٍ جديد.
وفي السنوات التالية، وطوال أكثر من ربع قرن، راح داود يُملي على ابن عمه ومن ذاكرته القوية العجيبة كتاباً في مجلداتٍ ثلاثة عن الأدوية المفردة والمركبة من النباتات والحيوانات والمعادن.
ونادراً ما كان يتوقَّف ليتثبَّت من أمر شك فيه أو غاب عنه فيطلب من ابن عمه عمل ذلك ثم يواصل الإملاء من جديد عن أنواع العطارات عند العشابين: العطارات المسهِّلة، والمليِّنة، والقابضة، والمفتِّحة، والمنوِّمة والمخدِّرة، الخ.
وهكذا وبعد وقت طويل وجهدٍ جهيد انتهى داود الأنطاكي من تأليف كتابه الشهير (تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب في علم الطب).
نسخ الورَّاقون كتاب داود الأنطاكي في الطب والصيدلة، ومن تخاطفته أيدي الخاصة والعامة، وسرعان ما نسى الجميع اسم الكتاب الأصلي وصار معروفا بينهم باسم (تذكرة داود) .
كما نسوا معه كتاباً آخر له هو (البهجة والدُّرر المنتخبة في تشحيذ (الأذهان وتعديل الأمزجة)، ورسائل (كتيِّبات) عن حجر الفلاسفة وعن إدخال أحكام النجوم في علم الطب.
وفي أرجاء الأرض، وإلى عديدٍ من لغات العالم في العصر الحديث، ثم ترجمة (تذكرة داود) وأعد الأطباء والصيادلة عنها التهذيبات ولها الملخَّصات.
ولقد ظلت (التذكرة) المرجع في التداوي من الأمراض عدداً من القرون في مدارس ومعاهد وكليات الطب في أوروبا والعالم الإسلامي.
وهو مرجعٌ جعل كل ما قبله من مراجع يتوارى في الظل لدى الأطباء والصيادلة والعطَّارين.
ففي (التذكرة) صبَّ داود كل معارف السَّابقين في التداوي من أطباء وعلماء عظام من يونانيين وفُرس وهنود ومصريين وعرب ومستعربين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]